روينا في "صحيح مسلم" في أبي قتادة رضي الله عنه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إياكُمْ وَكَثْرَةَ الحَلفِ في البَيعِ، فإنَّهُ يُنْفقُ ثم يَمْحَقُ".
فصل: يكره أن يقال: قوس قزح لهذه التي في السماء.
روينا في "حلية الأولياء" لأبي نعيم عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تَقولُوا: قَوْسَ قُزَحَ، فإنَّ قُزَحَ شَيطانٌ،
ــ
ولذا حذف الجلال السيوطي هذه الغاية في اختصاره قلت هو صحيح يفيد تحقيقاً حسناً غفل عنه الجلال السيوطي إذ معناه أن الإكثار من حيث هو إكثار مكروه في حالتي الصدق والكذب والحرمة في الكذب لأمر آخر فعلم أنه لا يلزم من الحرمة العرضية خروج الإكثار عن حكمه وهو الكراهة من حيث هو إكثار ونظيره قولهم يسن للصائم صون لسانه عن الكذب والغيبة أي أن إمساكه عن ذلك من
حيث إنه صوم سنة وإن كان في ذاته واجباً ذكره ابن حجر في تنبيه الأخيار. قوله:(روينا في صحيح مسلم) وكذا رواه أحمد والنسائي وابن ماجه كلهم من حديث أبي قتادة كما في الجامع الصغير. قوله:(ينفق) بضم التحتية وفتح النون وكسر الفاء وبالقاف من النفاق ضد الكساد. قوله:(ثم يمحق) في الصحاح محقه الله ذهب ببركته.
قوله:(روينا في حلية الأولياء الخ) قال الحافظ السخاوي بعد تخريجه حديث ضعيف لضعف رواية زكريا يعني ابن حكيم الخبطي ذكره العقيلي في ترجمته من كتاب الضعفاء ولفظ حديثه فإن قزح هو الشيطان ولبعضه شاهد عند الطبراني في معجمه الكبير والأوسط بسند لين عن عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس قال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمان لأهل الأرض من الغرق القوس الحديث وعند البخاري في الأدب المفرد من حديث يوسف بن مهران عن ابن عباس قال القوس أمان لأهل الأرض من الغرق والمجرة باب السماء الذي تنشق منه ومن حديث أبي الطفيل قال: سأل ابن الكوا علياً رضي الله عنه عن المجرة فقال: هي شرج السماء ومنها فتحت السماء بماء منهمر اهـ. قوله:(فإن قزح شيطان) قال في