روينا في "صحيح البخاري" عن عبد الله بن مغفَّل المزني رضي الله عنه -وهو بالغين المعجمة- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: طلا تَغْلِبنَّكُمُ الأعْرَابُ على اسْم صَلاَتكُمُ المَغْرِب" قال: ويقول الأعراب [هي]: العشاءُ.
وأما الأحاديث الورادة بتسمية العِشاءِ عتمةً، كحديث: "لو يَعْلَمُونَ مَا لي الصُّبْح وَالْعَتَمَةِ لأتوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً".
فالجواب عنها من وجهين: أحدهما:
ــ
أخرجه أبو يعلى وأبو نعيم والبيهقي وآخرون وفي سند الحديث رجل مبهم.
قوله:(روينا في صحيح البخاري الخ) قال السخاوي بعد تخريجه هذا حديث صحيح أخرجه أحمد والبخاري والإسماعيلي في مستخرجه ومن طريقه أخرجه البيهقي في السنن لكن قال لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإن الأعراب تسميها عتمة وهو بهذا اللفظ عند الطبراني وعند أبي نعيم في مستخرجه رواه من حديث علي بن عبد العزيز البغوي عن أبي معمر شيخ البخاري فيه وقال الإسماعيلي عقبه إنه يدل على أنه في صلاة عشاء الآخرة ولذا روي عن ابن عمر أي شيخ أبي معمر عن عبد الوارث بن عبد الصمد عن أبيه قال البيهقي إلا أن الذين رووه عن عبد الصمد على اللفظ الأول وكذا قال السخاوي وصدق فيما قال فقد رواه عنه الأكثر كذلك فلذلك كانت روايتهم أرجح لكن الذي جنح إليه شيخنا يعني الحافظ كونهما حديثين أحدهما في المغرب والآخر في العشاء وكانا جميعاً عند عبد الوارث بسند واحد اهـ. قوله:(لا يغلبنكم) بالتحتية وفي نسخة بالفوقية و (الأعراب) كما تقدم في باب أذكار المساجد سكان البوادي. قوله:(صلاتكم المغرب) بجر المغرب صفة لصلاة وبالرفع خبر مبتدأ محذوف وبالنصب بأعني والمعنى لا تتبعوا الأعراب في تسميتهم المغرب عشاء لأن الله تعالى سماها مغرباً وتسمية الله أولى من تسميتهم والسر في النهي خوف الاشتباه على غيرهم من المسلمين كذا في تحفة القارئ والنهي فيه للتنزيه لا للتحريم لما سيأتي
عقبه في الفصل. قوله:(كحديث لو تعلمون الخ) رواه أحمد والشيخان والنسائي وابن خزيمة وغيرهم. قوله:(ولو حبواً) أي كان مجيئهم حبواً. قوله: (وإنما