للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وروينا في "صحيح مسلم" عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: جاء أعرابي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله، علمني كلاماً أقوله، قال: "قُلْ: لا إله إلاَّ اللهُ وحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، اللهُ أكْبَرُ كَبِبراً، والحَمْدُ لِلَهِ كَثِيراً، سُبْحَانَ الله ربُ العَالَمِينَ، لا حَوْلَ وَلاَ قوَّةَ

إلاَّ باللهِ العَزِيزِ الحَكِيمُ"، قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: "اللهُم اغْفِرْ لي، وَارْحَمْنِي، واهْدِنِي، وَارْزُقْنِي، وَعَافِني" شك الراوي في "وعافني".

وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللهم اصْلِحْ لي دِيني الذي هُوَ عِصْمَةُ أمْرِي، واصْلِحْ لي دُنْيايَ التي فيها مَعاشِي، واصْلِحْ لي آخِرَتِي التي فِيها مَعَادِي،

ــ

البيهقي فأخرجه من طريق عبد الواحد بلفظ اهدني وارزقني وعافني وارحمني والله المستعان اهـ. وتقدم بسط لهذا المقام في كلام الحافظ في باب فضل الذكر.

قوله: (وروينا في صحيح مسلم) انفرد وكذا حديث على السابق قريباً عن غيره من باقي الستة وغيرهم قال السخاوي بعد تخريج حديث الباب وقد ضاق مخرجه على أبي عوانة فأخرجه في مستخرجه عن مسلم نفسه وفي الباب عن أبي برزة بلفظ كان -صلى الله عليه وسلم- إذا صلى الصبح قال: "اللهم أصلح لي ديني" الخ وقد ذكره الشيخ فيما مضى وأملاه الحافظ هناك وأشار لهذا الحديث اهـ. قوله: (الذي هو عصمة أمري) أي ما يعتصم به في جميع أموري والعصمة على ما في الصحاح المنع والحفظ فقيل هو هنا مصدر بمعنى اسم الفاعل قال الطيبي هو أي الحديث من قوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا} أي بعهده. قوله: (وأصلح لي دنياي) إصلاح الدنيا عبارة عن الكفاف فيما يحتاج إليه وبأن يكون حلالاً ومعيناً على الطاعة والمعاش أي مكان العيش وزمان الحياة. قوله: (وأصلح لي آخرتي) إصلاحها باللطف والتوفيق لطاعة الله وعبادته

<<  <  ج: ص:  >  >>