للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واجْعَلِ الحَيَاةَ زِيادَةً لي في كُلِّ خَيرٍ، واجْعَلِ الموتَ راحةً لي مِنْ كُلِّ شَرٍّ".

وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "اللهم لَكَ أسلَمْتُ، وبكَ آمَنْتُ، وعلَيكَ تَوَكَّلْتُ، وإليكَ أنبْتُ، وَبكَ خَاصَمْتُ، اللهم إني أعُوذُ بِعِزتِكَ لا إله إلاَّ أَنْتَ أنْ تُضِلَّني، أنْتَ الحَيُّ الَّذي لا يَمُوتُ والجِن والإنسُ يَمُوتُونَ".

وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن بريدة رضي الله عنه أن رسول

ــ

والمعاد مصدر ميمي أو اسم مكان من عاد إذا رجع. قوله: (واجعل الحياة) أي طول العمر. قوله: (زيادة لي في كل خير) أي من إتقان العلم وإتقان العمل. قوله: (واجعل الموت) أي تعجيله (راحة لي من كل شر) أي من الفتن والمحن والابتلاء بالمعصية والغفلة وقال زين العرب بأن يكون الموت على شهادة واعتقاد أي فيترتب عليه الراحة الدائمة وقيل في طلب الراحة بالموت إشارة إلى حديث وإذا أردت بقوم فتنة فتوفني غير مفتون وهذا النقصان الذي يقابل الزيادة في القرينة السابقة ومجمله اجعل عمري مصروفاً فيما تحب وجنبني عما تكره فهذا الدعاء من الجوامع أيضاً قاله الطيبي.

قوله: (وروينا في صحيحي البخاري ومسلم) ثم اللفظ المذكور لفظ مسلم كما في السلاح ولفظ البخاري أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "أعوذ بعزتك الذي لا إله إلا أنت الذي لا تموت والجن والإنس يموتون" ورواه النسائي كما في الحصن وحديث الباب رواه أبو عوانة وأبو نعيم وابن حبان كما قاله السخاوي وقوله: اللهم لك أسلمت إلى قوله: وبك خاصمت تقدم الكلام عليه في باب ما

يقول إذا استيقظ من الليل في بيته. قوله: (بعزتك) أي بقوتك وقدرتك وسلطانك وغلبتك. قوله: (أن تضلني) أي من أن تضلني وهو متعلق بأعوذ وكلمة التوحيد معترضة لتأكيد العزة. قوله: (والجن) لعل المراد به ما يشمل الملائكة (والإنس) وكذا أتباعهم من الحيوانات والحشرات (يموتون).

قوله: (وروينا في سنن أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه) ورواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وابن أبي شيبة في مصنفه وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين قال الحافظ أبو الحسن علي

<<  <  ج: ص:  >  >>