للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الترمذي: حديث حسن.

وروينا في كتاب الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اللَّهُمَّ عافني في جَسَدي، وعَافِني في بَصَرِي، واجْعَلْهُ الوَارِثَ مِني، لا إله إلاَّ أنْتَ الحَلِيمُ الكَرِيمُ، سُبْحانَ الله ربُ العَرْشِ العَظِيمِ، والحَمْدُ لِلهِ رَبِّ العَالمينَ".

وروينا فيه عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "كانَ مِنْ دُعاءِ دَاوُدَ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ: اللَّهُمَّ إنى أسألُكَ حُبَكَ وَحُبَّ مَنْ يُحِبُّكَ

ــ

قالت يعني أم سلمة فقلت: يا رسول الله ما لأكثر دعائك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقال: يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين أصابع الرحمن فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا.

قوله: (وروينا في كتاب الترمذي) ورواه. قوله: (عافني في جسدي) أي من جميع الأمراض. قوله: (وعافني في بصري) أي بأن تديم لي سلامته من العمى أو بأن توفقني للنظر به في مصنوعاتك. قوله: (واجعله الوارث مني) أي اجعله آخر ما يسلب منه الانتفاع من البدن وتقدم لهذا بسط في أذكار المساء والصباح.

قوله: (وروينا فيه) أي في كتاب الترمذي ورواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد وفي آخر الحديث عندهما قال: وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا ذكر داود يحدث عنه قال كان أعبد البشر اهـ. وهو محتمل لأن يراد من البشر أهل عصره وزمنه أو يراد منه أنه أشكر النّاس قال تعالى: {اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} وعلى الثاني فالمراد منه غيره -صلى الله عليه وسلم- لأن المتكلم لا يدخل في عموم كلامه. قوله: (حبك) أي حبي إياك بامتثال أوامرك واجتناب نواهيك أو حبك إياي بإرادتك التوفيق

لي إلى الطاعة في الدنيا وبحسن الثناء والإثابة في العقبى وهذا هو الأصل النافع كما يشير إليه قوله تعالى {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ}. قوله: (وحب من يحبك) الأظهر أنه من إضافة المصدر إلى مفعوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>