للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ وَما قَرَّبَ إلَيها مِنْ قَولٍ أو عَمَلٍ، وأسألُكَ خَيرَ ما سَألَكَ بهِ عبدُكَ ورَسُولُكَ محمد -صلى الله عليه وسلم-، وأعوذُ بكَ من شر ما استَعاذَكَ منْهُ عَبدُكَ ورَسُولُكَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم-، وأَسألُكَ ما قَضَيتَ لي مِنْ أمرٍ أنْ تَجعَلَ عاقِبَتَهُ رَشَداً" قال الحاكم أبو عبد الله: هذا حديث صحيح الإسناد.

ووجدت في "المستدرك" للحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان في دعاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "اللهُم إنَّا نَسْأَلُكَ موجِبَاتِ رَحْمَتِكَ، وعزائِم مَغفِرَتِكَ، والسّلامَةَ مِنْ كُلَ إثْمٍ، والغَنِيمَةَ منْ كل بِرٍّ، والفَوْزَ

ــ

بالجوارح أو بالقلب فأو للتنويع. قوله: (ما قضيت لي) أي قضيته فالعائد محذوف حذفه في قوله: أهذا الذي بعث الله ورسولاً وقوله (أن تجعل) مفعول ثان لأسألك و (عاقبته رشداً) مفعولاً جعل، بفتح أوليه وبضم الراء وسكون المعجمة وجهان تقدم بيانهما. قوله: (ووجدت في المستدرك) بفتح الراء وقد تقدم ما يتعلق به في باب فضل الذكر غير مقيد في أول الكتاب، ثم الحديث رواه الطبراني في كتاب الدعاء لكن من حديث أنس وزاد في آخره اللهم لا تدع لنا ذنباً إلا غفرته ولا هماً إلا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها برحمتك يا أرحم الراحمين كذا في السلاح وفي الحرز ما يفهم أن الحديث عند الطبراني في الكبير من غير هذه الزيادة. قوله: (موجبات رحمتك) بكسر الجيم على ما في الأصول المعتمدة والنسخ الصحيحة المعتبرة من الحصن قال في النهاية وهي الكلمة التي أوجبت لقائلها الجنة اهـ. والأولى إبدال الكلمة بنحو الخصلة أو الفعلة كما لا يخفى وقال السيوطي موجبات رحمتك أي مقتضياتها بوعدك فإنه لا يجوز الخلف فيه وإلا فالحق سبحانه لا يجب عليه لأحد شيء اهـ. ووقع في بعض نسخ الحصن بفتح الجيم قال في الحرز والظاهر أنه سهو قلم ولا يبعد أن يقال -أي وإن صحت به رواية- المعنى أسألك الحالات التي أوجبتها رحمتك لكن يؤيد الأول قوله وعزائم مغفرتك أي نسألك أعمالاً تعزم وتتأكد بها مغفرتك على ما في النهاية. قوله: (والسلامة من كل إثم) قال العلقمي قال شيخنا يعني السيوطي قال العراقي فيه جواز سؤال

<<  <  ج: ص:  >  >>