للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالجنةِ والنجَاةَ مِنَ النَّارِ" قال الحاكم: حديث صحيح على شرط مسلم.

وفيه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "وَاذُنُوباهُ وَاذُنُوباهُ"، مرتين أو ثلاثاً، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "قُل: اللهُم مَغْفِرَتُكَ أوسَعُ مِنْ ذُنُوبي

ورَحْمَتُكَ أرْجَى عِنْدِي مِنْ عَمَلي"، فقالها، ثم قال: عُدْ، فعاد، ثم قال: "عُدْ، فعاد، فقال؛ قُمْ فَقَدْ غُفِرَ لَكَ".

وفيه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن للهِ تَعَالى مَلَكاً مُوَكَّلاً

ــ

العصمة وقد أنكر بعضهم جواز ذلك إذ العصمة إنما هي للأنبياء والملائكة قال والجواب أنها في حق الأنبياء والملائكة واجبة وفي حق غيرهم جائزة وسؤال الجائز جائز إلا أن الأدب سؤال الحفظ في حقنا لا العصمة وقد يكون هذا هو المراد هنا اهـ. وقال ابن حجر الهيتمي في شرح العباب الحق ما قاله بعض المتأخرين أنه إن قصد التوقي عن جميع المعاصي والرذائل في سائر الأحوال امتنع لأنه سؤال مقام النبوة وإن قصد التحفظ من أعمال السوء فهذا لا بأس به اهـ. قوله: (وفيه) أي في كتاب الحاكم وقال الحاكم بعد تخريجه رواته عن آخرهم مدنيون ممن لا يعرف واحد منهم بجرح وكذا رواه الضياء عن جابر كما في الجامع الصغير. قوله: (مغفرتك أوسع من ذنوبي) أي أن ذنوبي وإن عظمت فمغفرتك أعظم منها وما أحسن قول الإِمام الشافعي:

تعاظمني ذنبي فلما قرنته ... بعفوك ربي كان عفوك أعظما

وقال الشرف البوصيري:

يا نفس لا تقنطي من زلة عظمت ... إن الكبائر في الغفران كاللمم

لعل رحمة ربي حين يقسمها ... تأتي على حسب العصيان في القسم

قوله: (ورحمتك أرجى عندي من عملي) أي تعلقي برحمتك وإحسانك أشد عندي من تعلقي بعملي من الرجاء والتعلق به لأن العمل لا ينفع صاحبه إلا برحمة الله

<<  <  ج: ص:  >  >>