للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَعافانِي في جَسَدِي، وأذِنَ لي بِذِكْرِهِ".

وروينا فيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ما مِن عَبْدِ يَقُولُ عِنْدَ رَدّ اللهِ تَعالى رُوحَهُ: لا إلهَ إلا اللهُ

ــ

أنها إذا كانت في الجسد كان الإنسان مستيقظاً وإذا خرجت نام الجسد ورأت الروح المنامات. قوله: (وعَافاني فِي جَسَدِي إلخ) المراد من المفاعلة هنا أصل الفعل أي جعل جسدي ذا عافية فهو من باب المفاعلة على قصد المبالغة لعدم صحة إرادة المغالبة قال في القاموس والعافية دفاع الله عن العبد وعافاه عن المكروه معافاة وعافية وهب له العافية من العلل والبلاء كأعفاه من المكروه معافاة وعافية اهـ، ويصح حمل المفاعلة على بابها ففي النهاية المعافاة أن يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك أي يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ويصرف آذاهم عنك وأذاك عنهم وقيل هي مفاعلة من العفو وهو أن يعفو عن الناس ويعفوا هم عنه اهـ، غير أنه بهذا المعنى لا يستقيم عند ذكر العضو المعافى كقوله اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري الحديث وسيأتي قال المصنف في شرح مسلم والعافية من الألفاظ العامة المتناولة لدفع جميع المكروهات في البدن والباطن في الدنيا والآخرة وفي القاموس الجسد محركة جسم الإنسان وذكر له معاني أخر لا حاجة بنا إلى ذكرها.

قوله: (وروينا فيه) أي في كتاب ابن السني قال الحافظ الحديث ضعيف جداً أخرجه الحسن بن سفيان في مسنده عن عبد الوهاب بن الضحاك وعبد الوهاب المذكور كذبه أبو حاتم الرازي وأبو داود وغيرهما وإسماعيل بن عياش شيخه مختلف فيه لكن اتفقوا على أن روايته عن الشاميين ضعيفة وهذا منها ومحمد بن إسحاق شيخ إسماعيل في هذا الحديث مدني تحول إلى العراق وقد وجدت هذا الحديث في مسند الحارث بن أبي أسامة من طريق الليث بن سعد

<<  <  ج: ص:  >  >>