وروينا فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما منْ رَجُلٍ يَنْتَبهُ مِنْ نَوْمِهِ فَيَقُولُ: الحَمْدُ لِلَهِ الّذِي خَلَقَ النوْمَ واليَقَظَةَ، الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي بَعَثَنِي سَالِماً
ــ
عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن موسى بن وردان عن نايل صاحب العباء عن عائشة وإسحاق ضعيف جداً ولعل إسماعيل سمع منه فظنه عن أبي إسحاق وموسى وشيخه نايل مختلف في كل منهما اهـ. قوله:(وحدَه) أي لا ضد ولا ند له بل هو منفرد بالذات والصفات والأفعال ونقل الحنفي أنه مخصوب عند الكوفيين على الظرف وعند البصريين على الحال ورده في الحرز بأن الفريقين اتفقا أنه على الحال لكن اختلفوا في التأويل وعدمه فقال بالأول البصريون أي منفرداً وقال بالثاني الكوفيون وسبق عن الشيخ زكريا جواز كونه مفعولاً مطلقاً. وقوله:(لا شريك له) في كمال الصفات (له الملك) أي السلطنة العظمى (وله الحمد) في الآخرة والأولى (وهو على كل شي قدير) أي على كل شيء من الممكنات لما تقدم تقريره ثم حديث عائشة لم يذكره صاحب الترغيب عن الكتب الستة وغيرها من المسانيد المشهورة وبقيد المشهورة علم الجواب عن أنه وجد في مسند الحسن بن سفيان ومسند الحارث بن أبي أسامة كما تقدم في كلام الحافظ والله أعلم. وكذا حديث أبي هريرة الذي بعده.
قوله:(واليَقَظَةَ) في القاموس اليقظة محركة نقيض النوم وقد يقظ ككرم وفرح يقاظة يقظاً محركة وقد استيقظ اهـ. وفي النهاية قد تكرر في الحديث ذكر اليقظة والاستيقاظ وهو الانتباه من النوم ورجل يقظ ويقظ ويقظان إذا كان فيه معرفة وفطنة اهـ، والحمد عليهما لكونهما نعمتين عظيمتين إذ باليقظة يحصل المعاش ويحسن المعاد