للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَلَّلَ عَشْراً، ثُمَّ قالَ: اللهُم إني أَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيقِ الدنْيا وضِيقِ يَومِ القِيَامَةِ عَشْراً ثُم يَفْتَتِحُ الصلاة" وقولها هبَّ: أي استيقظ.

وروينا في "سنن أبي داود" عن عائشة أيضاً "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إلهَ إلا أنْتَ

ــ

به من وصف الحادث من النوم ونحوه كرر - صلى الله عليه وسلم - التسبيح وأتى بجملتين يدل عليه واكتفى في التكبير بالمبالغة المفهومة من أفعل التفضيل وإنما قدم الحمد هنا على التسبيح نظرًا إلى إن المقام له على هذه النعمة أي الإيقاظ بعد النوم الذي به يتأهل الإنسان لاجتناء ثمرة الحياة من المعارف الإلهية والإتيان بالاستغفار طلباً لغفران التقصير في شكر هذه النعمة العظيمة التي من بها الباري تعالى بقوله: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ} [القصص: ٧٢] فلعظم نعمة المنام وخوف التقصير في أداء حق هذا المقام أتى بالاستغفار نظير ما قالوه في حكمة الإتيان به عند الخروج من الخلاء ولعظيم نعمة النوم إذ يختل بفقدها العقل والبدن كما أشار إليه - صلى الله عليه وسلم - في حديث عبد الله بن عمر وكرر الاستغفار هنا عشراً. قوله: (وهلل) قال ابن حجر في شرح المشكاة أي رفع صوته بتوحيده وكأن استفادة الرفع من خارج الكلام. قوله: (ضِيق الدنيا إلخ) الإضافة فيها بمعنى في قاله

العاقولي والمراد شدائدهما ومحنهما التي تجعل الفضاء ضيقاً والرحب الواسع ضيقاً. قوله: (هب أي استيقظ) هب بفتح الهاء وتشديد الموحدة في القاموس الهب والهبوب ثوران الريح كالهبيب والانتباه من النوم ونشاط كل سائر وسرعته اهـ، ثم قوله أي استيقظ مراده تفسير لفظ هب لا بقيد كونه في هذا الكلام أما فيه فيفسر بأنه استيقظ من منام الليل وفي الخبر مضاف أي هب من نوم الليل والله أعلم.

قوله: (وروينا في سُنن أبي داود إلخ) الأخصر

<<  <  ج: ص:  >  >>