هُدِيتَ وَكُفِيتَ وَوُقِيتَ، وَتَنَحى عَنْهُ الشَّيطَانُ" قال الترمذي: حديث حسن.
زاد أبو داود في روايته:
ــ
هديت إلخ، وفي تخصيص كون الفاعل المحذوف ملكا يحتاج إلى توقيف ولفظ الخبر محتمل لكونه تعالى يقول ذلك لذلك القائل جزاء مقاله المذكور وجملة هديت وما بعده مقول القول وهديت أي رزقت الوصول إلى المقام الكامل أي حقيقة الهداية بسبب استعانتك باسم الله على سلوك ما أنت بصدده. قوله:(كفيت) أي كفيت كل هم دنيوي أو أخروي بواسطة توكلت على الله قال - صلى الله عليه وسلم - لو توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصاً وتعود بطاناً وقال تعالى:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}[الطلاق: ٣] قوله: (ووقيت) أي حفظت من شر أعدائك من الشياطين والجن بواسطة صدقك في تفويض جميع الأمور لبارئها بسلبك الحول والقوة عن كل أحد وإثباتها له تعالى وحده وبما تقرر علم وجه قول العاقولي في شرح المصابيح في الخبر لف ونشر مرتب فقوله: "بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة إلاَّ الله" "لف". و. قوله:(هديت وكفيت ووفيت) نشر اهـ، ووقع في رواية لم يخرجه المصنف في الأذكار زيادة "حميت" قبل قوله هديت وكأنه من باب الإجمال ثم التفصيل لأن في الهداية حماية من الغواية وفي الكفاية والوقاية سلامة من شر الأعداء في البداية والنهاية ففيه إجمال ثم تفصيل وهو في النفس أوقع وللسامع بسبب استقراره أنفع وتقدم كلام الترمذي في حال الحديث وبه يعلم ما في كلام المصنف نفع الله به من اختصار قوله غريب أو ليس في أصله ذلك والله أعلم. قوله:(قال الترمذي حديث حسن) عبارة الترمذي حسن غريب لا نعرف إلاّ من هذا الوجه وقال الحافظ رجاله رجال الصحيح ولذا صحح ابن حبان لكن خفيت عليه علته قال البخاري لا أعرف لابن جريج