للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فيقول" يعني الشيطان لشيطان آخر: "كَيْفَ لَكَ بِرَجُل قد هُدِيَ وَكفِيَ وَوُقِيَ؟ ".

ــ

عن إسحاق يعني ابن عبد الله بن أبي طلحة الراوي عن أنس إلاّ هذا ولا أعرف له منه سماعاً قال الدارقطني ورواه عبد المجيد بن عبد العزيز عن ابن جريج قال حدثت عن إسحاق، وعبد المجيد أثبت الناس في إسحاق قال الحافظ وجدت لحديث أنس شاهداً قوي الإسناد لكنه مرسل عن عون بن عبد الله بن عقبة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال "إذا خرج الرجل من بيته فقال بسم الله حسبي الله توكلت على الله قال الملك كفيت وهديت ووقيت" اهـ.

قوله: (فيقول يعني الشيطان لشيطان) آخر هذا التقدير على إثبات اللام في شيطان المذكور وكذلك هو في المشكاة ففاعل يقول مقدر يعود على الشيطان المذكور في قوله فتنحى له الشيطان كما أشار له بقوله يعني الشيطان فأتى بأل العهدية والذي في الترغيب والسلاح فيقول شيطان آخر بحذف

اللام فيكون شيطان المذكور فاعلاً وحذف الشيطان المقول له ذلك المقال والله أعلم بحقيقة الحال "فإن قلت" بم علم ذلك الشيطان أنه استجيب للقائل وأعطي ذلك "قلت" من الأمر العام أن كل من ذكر بهذه الكلمات المرغب فيها من حضرته - صلى الله عليه وسلم - أعطي ذلك وعبر ابن حجر في شرح المشكاة بقوله إن كل من دعا بهذا الدعاء المرغب فيه استجيب له اهـ، ولا يظهر كون ما في الخبر دعاء إذ ما فيه إنما هو تحصن باسمه وتفويض إليه وخروج عن السوي وانطراح بين يديه والله أعلم، ثم. قوله: (كيف لكَ إلخ) مقول ذلك الشيطان القرين المتنحى عنه إجلالاً لتلك الأذكار للشيطان الآخر الذي أرسله إبليس أو بعض جنده ليغويه كيف لك أي كيف تظفر بمن أعطي هذه الخصال الهداية والكفاية والوقاية قال العاقولي أنه حال من فاعل يتيسر وكأن تقديره كيف يتيسر لك الاغواء حال كونك برجل الخ اهـ. وقوله: (قد هُدِي) وصف رجل والمعنى كيف يتيسر لك إن تظفر برجل أي بإغواء رجل موصوف بهذه الأوصاف محفوف بهذه

<<  <  ج: ص:  >  >>