للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه آخرون. ومعنى "ضامن على الله تعالى" أي صاحب ضمان، والضمان: الرعاية للشيء، كما يقال: تَامِرٌ، ولابِنٌ: أي: صاحب تمر ولبن. فمعناه: أنه في رعاية الله تعالى، وما أجزل هذه العطية، اللهم ارزقناها.

وروينا عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا دَخَلَ الرَّجُل بَيْتهُ فَذَكَرَ اللهَ تعالى عِنْدَ دُخُولِهِ وعِنْدَ طَعامِهِ

ــ

جمع الثلاثة أن الجهاد فيه القيام بنصرة الدين وإصلاح الدارين فلذا قدم والرواح إلى المساجد فيه القيام بمصالح الدين وفي أداء السلام القيام بمصالح الدنيا من التلطف والتواضع ولذا وقع ترتيبها كذلك فقدم ما فيه المصلحتان لكونه أهم وجامعاً ثم ما فيه المحصلحة الأخروية لأنه كذلك بالنسبة لما بعده. قوله: (ورواهُ آخَرُون) قال الحافظ أخرجه البخاري

في الأدب المفرد وأبو داود وابن حبان في صحيحه وللحديث طرق ثلاثة في الجامع الصغير ورواه ابن حبان والحاكم في المستدرك. قوله: (أي صاحِبُ ضَمانٍ إلخ) هو أحد وجهين حكاهما المصنف في شرح مسلم ثانيهما أنه بمعنى مضمون كماء دافق أي مدفوق وقيل معنى ضامن على الله واجب عليه سبحانه أن يكلأه من فتن الدارين والوجوب من جهة وعده الذي لا يخلف لا من جهة أنه يجب لأحد عليه شيء تعالى عن ذلك علواً كبيراً.

وقال العارف بن أبي جمرة والضمان من الله ضمان إمكان لا ضمان وجوب فإن معناه تأكيد التصديق بحصول الأجر الذي تفضل به لأن الوجوب في حقه تعالى مستحيل اهـ. وقال العاقولي في قوله كلهم ضامن إلخ، معناه اللزوم لأن الضمان في عرف الشرع ملزم اهـ، أي أنه أتى بهذا اللفظ إيماء إلى لزوم حصول الثواب الموعود وذلك لوعده الذي لا يخلف وبمحض كرمه والجود. قوله: (والضمانُ الرِّعايةُ) أي والحفظ. قوله: (فَذكرَ الله تعالى عِن دخوله) يحصل

<<  <  ج: ص:  >  >>