للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال الشَّيْطَانُ: لاَ مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ، وَإذا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُرِ اللهَ تَعالى عِنْدَ دُخولِهِ، قالَ الشَّيطانُ: أدْرَكْتمُ المَبِيتَ، وإذا لم يَذْكُرِ اللهَ تَعالى عِنْدَ طعامِهِ قال: أدْرَكْتُمُ المَبِيتَ والعَشَاءَ"

ــ

الذكر الدافع للشيطان عن الدخول بالسلام عند الدخول كما سبق في حديث جابر أول الباب. قوله: (قالَ الشَّيطْانُ إلخ) قال ابن الجوزي في "زاد المسير إلى علم التفسير" في قوله تعالى: {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي} [الكهف ٥٠] قال مجاهد ذريته الشياطين ومن ذريته "زلنبور" صاحب راية إبليس بكل سوق "بتر" وهو صاحب المصائب و"الأعور" صاحب الزنا و"مسوط" صاحب الأخبار يأتي فيطرحها على أفواه الناس فلا يوجد لها أصل و"داسم" صاحب الإنسان إذا دخل بيته ولم يسلم ولم يذكر اسم الله فهو يأكل معه إذا أكل اهـ، ومثله في التفسير الوسيط للواحدي قال وداسم الذي إذا دخل الرجل بيته فلم يسلم ولم يذكر اسم الله بصره من المتاع ما لم يعرف ويحسن موضعه، وإذا أكل ولم يذكر اسم الله أكل معه اهـ. وفي تفسير البغوي عن مجاهد من ذرية إبليس لاقيس وولهان وهو صاحب الطهارة والصلاة والهفاف ومرة وبه يكنى، وزلنبور صاحب الأسواق يضع رايته بكل سوق يزين اللغو والحلف الكاذبة ومدح السلعة وبتر وهو صاحب الزنى ينفخ في إحليل الرجل وعجز المرأة ومطون صاحب الأخبار الكاذبة وداسم وذكر ما سبق فيه ثم قال قال الأعمش ربما دخلت البيت ولم أذكر اسم الله ولم أسلم فرأيت مظهره فقلت ارفعوا وخاصمتهم ثم أذكر فأقول داسم داسم.

وعن أبي بن كعب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن للوضوء شيطاناً يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء. وأخرج مسلم عن أبي العلاء إن عثمان بن أبي العاص أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي يلبسها علي فقال رسول الله

<<  <  ج: ص:  >  >>