ذو الغواية. قوله:(أَنتَ الحقُّ) قال العلماء الحق في أسمائه تعالى معناه المتحقق وجوده وكل شيء صح وجوده وتحقق فهو حق ومنه الحاقة أي الكائنة حقًّا بلا شك وقيل الحق الذي لا يعتريه نقص ولا تغير بخلاف غيره قال - صلى الله عليه وسلم - أصدق كلمة قالها الشاعر:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال المصنف وقيل أنت صاحب الحق وقيل محق الحق وقيل الإله الحق دون ما يقوله الملحدون كما قال تعالى ذلك بأن الله هو الحق وإن ما يدعون من دونه الباطل اهـ. قال القرطبي وهذا الوصف أي المتحقق بالوجود الثابت بلا شك فيه خاص به تعالى بالحقيقة ولا ينبغي لغيره أي وجوده لذاته فلم يسبقه عدم ولا يلحقه عدم بخلاف غيره اهـ. قوله:(وَوَعْدُكَ الحق) أي وعدك المطيع بالجنة الحق الذي لا يمكن تخلفه أما وعيد العاصي بالنار فإيعاد على المختار قال كعب:
أنبئت أن رسول الله أوعدني ... والوعد عند رسول الله مأمول
قال آخر:
وإني وإن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي
وبه يعلم ما في إدراجه تحت الوعد الواقع في كلام ابن حجر في شرح المشكاة حيث قال ووعدك لمن أطاعك بالجنة ولمن عصاك بالنار ما لم تعف عنه مع أنه قال في قوله - صلى الله عليه وسلم - اللهم لا يهزم جندك ولا يخلف وعدك بإثابة الطائع بخلاف تعذيب العاصي فإن خلف الوعيد كرم وخلف الوعد بخل قال الكرماني في شرح البخاري وهو أي الوعد يطلق ويراد به الخير والشر كلاهما أو الخير أو الشر فقط قال تعالى:{الشَّيطانُ يَعِدُكُمُ الفَقْرَ}[البقرة: ٢٦٨] وظاهر عدم الفرق في الإطلاق بين الخلائق والخلاق فزعم صاحب المرقاة إن هذا الفرق في حق العباد ممنوع بأنه حيث