للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ والخبائِث" يقال: الخبث بضم الباء

ــ

عند البخاري تعليقًا بصيغة الجزم كان إذا أتى الخلاء وهو شامل للصحراء وأما إذا بال في إناء مثلًا في البيت قال القلقشندي وهو مذهبنا وقيل سمي محل قضاء الحاجة بالخلاء لأن الإنسان يختلي فيه بنفسه وقيل لخلائه في غير أوقات الحاجة وقال الحكيم الترمذي في العلل سمي باسم الشيطان الموكل بمكان قضاء الحاجة فإن اسمه خلاء وأورد فيه حديثًا مرفوعًا وبه يزاد في عدة اسم الشياطين أعاذنا الله منهم أجمعين. قوله: (أعود) أي أستجير وأعتصم وأصله أعوذ بوزن انصر فنقلت حركة الواو إلى العين تخفيفًا ومصدره عوذ وعياذ ومعاذ قال في فتح الباري وكان - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ إظهارًا للعبودية ويجهر بها للتعليم وقد روى المعمري هذا الحديث بسند على شرط مسلم بلفظ الأمر قال إذا دخلتم الخلاء فقولوا بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث قلت وأخرج الترمذي في العلل سبب هذا التعوذ عن يزيد بن أرقم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث قال في شرح العمدة ومعلوم أن هذه الاستعاذة منه تواضع وتعليم لأمته كما تقرر وإلا فهو محفوظ من الجن والإنس كما يدل عليه خبر "إلَّا إن الله أعانني عليه فأسلم" وربطه عفريتًا في سارية من سواري المسجد وفيه دليل على مراقبته لربه ومحافظته على أوقاته وحالاته واستعاذته عندما ينبغي أن يستعاذ منه ونطقه بما ينبغي إن ينطق به وسكوته عندما ينبغي السكوت عنده اهـ. قوله: (بضم الباء) أي والخاء مضمومة بلا خلاف وهو جمع خبث كما ذكره الخطابي وغيره قال البعلي في المطالع وهو مشكل من جهة أن فعيلا إذا كان وصفا لا يجمع على فعل نحو كريم وبخيل اهـ، ويمكن أن يدعى إن خبيث اسم لذكران الشياطين لا وصف لهم كرغيف أو

<<  <  ج: ص:  >  >>