التَّوَّابينَ واجْعَلْني مِنَ المُتَطهِّرينَ، سُبْحانكَ اللَّهُم وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إِلهَ إلا أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إليْكَ".
روينا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ توَضأ فقال: أشْهدُ أنْ لا إله إلا اللهُ وحْدَهُ لا
ــ
الفراغ من الوضوء قال المحاملي أو الغسل ومثلهما التيمم كما بحثه المصنف وأفهم تعبير المصنف وغيره ببعده المأخوذ من الحديث أنه لو أتى بالذكر المذكور أول الوضوء أو قبل تمامه فلا ثواب له اهـ.
فائدة
أفتى البلقيني أنه لو وافق فراغه من وضوئه فراغ المؤذن أتى بالذكر عقب الوضوء فإنه ذكر العبادة التي فرغ منها ثم يأتي بذكر الأذان قال وفي الذكر عقب الوضوء الشهادتان وحسن أن يأتي بهما أولًا ثم يردفهما بالدعاء بعد الأذان والصلاة المتعلقة بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يأتي بالدعاء لنفسه اهـ. قوله:(التَّوَّابين) عدل إليه عن التائبين مبالغة في تكرار التوبة والإكثار منها أو للمبالغة في تطهير الظاهر والباطن من كل نقص حسي أو معنوي. قوله:(أَسْتَغْفِرُكَ) أي أطلب منك المغفرة أي تستر ما صدر
مني من نقص بمحوه فهي لا تستدعي سبق ذنب خلافًا لمن يزعمه وبفرضه فمن يخلو عن الذنب سوى من عصمه أو حفظه الرب وفي إعراب السفاقسي السين في أستغفرك للطلب ويتعدى لاثنين الثاني منهما بحرف الجر وهو من ويجوز حذفه كقوله:
أستغفر الله ذنبًا لست محصيه
ومذهب ابن الطراوة أنه يتعدى بنفسه إليهما ومجيئه بمن في الثاني على سبيل التضمين كأنه قيل تبت إلى الله من الذنب ورد قول سيبويه ونقل عن العرب وجاء معدة باللام كقوله واستغفروا لذنوبهم والظاهر والله أعلم أنها لام العلة اهـ، وحذف المفعول الثاني في الخبر طلبا للتعميم فالمسؤول كريم والفضل عميم وظاهر كلام أصحابنا أنه يأتي بقوله وأتوب إليك ولو غير متلبس بها واستشكل بأنه كذب ويجاب بأنه خبر بمعنى الإنشاء أي أسألك أن تتوب علي أو هو باق على خبريته والمعنى إنه بصورة التائب الخاضع الذليل.