للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمنها ما رويناه في "صحيح مسلم" من رواية حذيفة المتقدمة في الركوع في صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، حين قرأ (البقرة) و (النساء) و (آل عمران) في الركعة الواحدة، لا يمر بآية رحمة إلا سأل، ولا بآية عذاب إلا استعاذ، قال: ثم سجد فقال: "سُبحَانَ رَبِّي الأعلى" فكان سجوده قريبًا من قيامه.

وروينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن عائشة رضي الله عنها قالت. كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سُبْحانَكَ اللَهُمَّ رَبنا وبِحَمْدِكَ، اللَهُمَّ اغْفِر لي".

وروينا في "صحيح مسلم" عن عائشة رضي الله عنها ما قدمناه في الركوع: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في ركوعه وسجوده: "سُبُّوحٌ قُدوس، رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ".

وروينا في "صحيح مسلم" أيضًا عن علي رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا سجد قال: "اللَّهُم لَكَ سَجَدْتُ، وبكَ آمَنْتُ، ولكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي للذي خَلَقَهُ وصَوَّرَهُ،

ــ

الواو مصدره هوى بضم أوله وتشديد ثالثه أي إلى السجود فإن أخر التكبير عن ابتداء الهوي أو كبر معتدلًا أو ترك التكبير كره كما في الأم.

قوله: (فَمنها ما روينَاهُ في صحيح مُسْلمٍ إلخ) سبق تخريجه وكذا تخريج حديثي عائشة الذين بعده في أذكار الركوع. قوله: (فَقَال سبحانَ رَبي الأَعْلَى) قضية هذا إنه لا يتقيد التسبيح بعد نظير ما سبق في الركوع وتقدم عن المجموع إنه يحصل أصل سنة التسبيح فيه بنحو سبحان ربي الأعلى وقضيته هنا إنه يحصل أصل السنة بنحو سبحان ربي العظيم كما في الإيعاب وقد جاء في رواية فإذا سجد قال سبحان ربي العظيم وبحمده ثلاثًا وحينئذٍ فسبحان ربي الأعلى فيه للأفضلية فقط وقد ورد في رواية هنا وفي الركوع زيادة وبحمده ورواه الطبراني أيضًا كما تقدم بسطه.

قوله: (وَروَينا في صحيح مُسْلم أَيْضا عَنْ علي) وفي السلاح ورواه أبو داود والنسائي وفي رواية أبي داود والنسائي وإحدى روايات مسلم وصوره فأحسن صوره وأشار الحافظ إلى أن الطبراني أخرجه في كتاب الدعاء له. قوله: (سجد وجهي) بسكون الياء وفتحها أي ذاتي كما مر في وجهت وجهي أو المراد به الحقيقة أي خضع وذل وباشر بأشرف ما فيه مواطئ الأقدام والنعال وخص لأنه أشرف الأعضاء فإذا خضع فغيره

<<  <  ج: ص:  >  >>