للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصلاة أفضل من كثرة الركوع والسجود. وقال بعضهم: كثرة الركوع والسجود أفضل من طول القيام. وقال أحمد بن حنبل رحمه الله: روي فيه حديثان عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولم يقض فيه أحمد بشيء. وقال إسحاق: أما بالنهار، فكثرة الركوع والسجود، وأما بالليل، فطول القيام، إلا أن يكون رجل له جزء بالليل يأتي عليه، فكثرة الركوع والسجود في هذا أحب إلي لأنه يأتي على حزبه، وقد ربح كثرة الركوع والسجود. قال الترمذي: وإنما قال إسحاق هذا

لأنه وصف صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل، ووصف طول القيام، وأما بالنهار، فلم يوصف من صلاته - صلى الله عليه وسلم - من طول القيام مما وصف بالليل.

ــ

عبارة المصنف في شرح مسلم أحدها أي الأقوال أن تطويل القيام وتكثير الركوع والسجود أفضل حكاه الترمذي والبغوي عن جماعة وممن قال بتفضيل السجود ابن عمر وقال قبل ذلك وفي الخبر دليل لمن يقول السجود أفضل من القيام اهـ. وفي التحفة لابن حجر وكون المصلي أقرب ما يكون من ربه إذا كان ساجدًا إنما هو بالنسبة لاستجابة الدعاء فيه فلا ينافي أفضلية القيام اهـ. قوله: (وقَال أَحمدُ رُويَ فيِهِ حديثَانِ) قال الحافظ أشار إلى حديثي أفضل الصلاة القنوت وأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ويحتمل أن يكون أراد بالثاني الحديث الوارد في الترغيب في كثرة السجود وهو حديث ثوبان مرفوعًا عليك بكثرة السجود فإنك لا تسجد لله سجدة إلَّا رفعك الله بها درجة وحط بها عنك خطيئة الحديث عند مسلم وغيره وقد ورد هذا المعنى من طرق كثيرة عن جمع من الصحابة. قوله: (وقَال إسْحاقُ) يعني ابن زاهويه كما في شرح مسلم للمصنف. قوله: (قَال الترمذِي وإنمَا قَال إِسْحاقُ إلخ) قال ابن الجوزي وهذا هو الصحيح لأنه لم ينقل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - طول قيام في صلاة النهار والسر في ذلك أن القيام إنما يراد للقراءة والقراءة إنما تراد للتفكر فالقلب يخلو بالليل عن الشواغل فيحصل المقصود من التلاوة بخلاف النهار اهـ. وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>