اجْعَلْها لي عِنْدَكَ ذُخْرًا وأعْظِمْ لي بِهَا أجْرًا، وَضَعْ عَني بِها وزرًا، وتَقَبلْها مِني كما تَقَبلْتَهَا مِنْ داوُدَ عَلَيْهِ السلامُ".
ــ
وروي الحديث أي حديث ابن عباس أبو يعلى والطبراني من حديث أبي سعيد الخدري قال رأيت فيما يرى النائم كأني تحت شجرة وكأن الشجرة تقرأ ص فلما أتت على السجدة سجدت وقالت في سجودها اللهم اغفر لي بها اللهم حط عني بها وزرًا وأحدث لي بها شكرا وتقبلها مني كما تقبلت من عبدك داود سجدته فغدوت على النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته فقال سجدت يا أبا سعيد قلت لا قال فأنت أحق بالسجود من الشجرة ثم قرأ سورة ص ثم أتى على السجدة فسجد وقال في سجوده ما قالت الشجرة في سجودها وفي إسناده يمان بن نصر ذكره الذهبي في الميزان وقال بيض له ابن أبي حاتم فهو مجهول.
قلت كلا قد روى عنه عمرو بن علي والجراح ويعقوب بن سفيان وذكره ابن حبان في الثقات ولكن شيخه يعني عبد الله بن سعيد بن المدني ما عرفته والعلم عند الله اهـ. قلت وكذا أخرجه ابن السني من حديث أبي موسى الأشعري قال رأيت في المنام كأني في ظل شجرة ومعي دواة وقرطاس وأنا أكتب من أول ص حتى بلغت السجدة فسجدت الدواة والقرطاس والشجرة وسمعتهن يقلن في سجودهن اللهم احطط بها وزرًا وأحرز بها شكرًا وأعظم بها أجرًا الحديث ولم يذكر في آخره إن النبي - صلى الله عليه وسلم - فعل ذلك اهـ. قوله:(اجعلها لي عندك ذخرًا) أي اجعل السجدة المدلول عليها بالفعل باعتبار ثوابها والذخر بضم الذال وسكون الخاء المعجمتين ما يدخر والمراد ذخرا في غاية الشرف والعظمة كما أفادهما عندك وسيأتي في أذكار الصلاة في قوله فاغفر لي مغفرة من عندك ما يزيد هذا المقام وضوحا. قوله:(وأَعظمْ لِي بهَا) أي بسببها أو بدلها أو مقابلها وفي لفظ الحديث واكتب لي بها عندك أجرًا وكررت في الخبر مع أن مضمونها مرادف لمضمون اجعلها لي عندك ذخرًا لأن مقام الدعاء مقام إطناب ويصح أن يكون هذا غير ذاك لأن هذا فيه طلب كتابة الأجر وذاك فيه طلب بقائه سالما من محبط أو مبطل. قوله:(كمَا قَبلْتها منْ عَبدَكَ دَاودَ) لا يقال فيه إيماء إلى إن سجدة ص للتلاوة لأنا نقول هو مسلم لو لم يعارضه ما هو صريح في أنها سجدة شكر من قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث ونحن نسجدها شكرًا ثم داود يكتب بواو واحدة وما