ويستحب أن يقول أيضًا:"سُبْحانَ رَبنا إنْ كانَ وَعْدُ رَبنا لَمَفْعُولا" نص الشافعي على هذا الأخير أيضًا.
روينا في سنن أبي داود، والترمذي، والنسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن:"سَجَدَ وَجْهِي لِلَذي خَلَقَهُ، وَشَق سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ بِحَولِهِ وَقوَّتِهِ" قال الترمذي: حديث صحيح،
ــ
أحسن قول بعض الأدباء:
إنما كان ضرب زيد لعمرو ... في اصطلاح النحاة قولًا ورسما
أن داود قال يا زيد عمرو ... أخذ الواو من حروفي ظلما
قال الإمام أبو بكر بن العربي المالكي عسر علي في هذا الحديث إن يقول أحد ذلك فإن طلب قبول مثل ذلك القبول وأين ذلك اللسان وأين تلك النية قال الجلال السيوطي ليس المراد المماثلة من كل وجه بل في مطلق القبول وقد ورد في دعاء الأضحية كما تقبلت من إبراهيم خليلك ومحمد نبيك وأين المقام من المقام ما أريد بهذا إلَّا مطلق قبول وفيه ايماء إلى أن الإيمان بهؤلاء الأنبياء وإذا ورد الحديث بشيء اتبع ولا إشكال اهـ.
قوله:(ويستَحب أَنْ يقُولَ أَيضًا سبحانَ ربنا إلخ) قال الحافظ سبق الشافعي إلى ذلك سعيد بن أبي عروبة وكان أحد فقهاء البصرة وأدرك بعض الصحابة وأخرجه ابن أبي شيبة من طريقه ولا يعترض بالنهي عن القراءة في السجود لأنه يحمل على إرادة التلاوة كما في الذي قبله يعني قوله في حديث الحاكم {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}[المؤمنون: ١٤] اهـ.
قوله:(رَوَينْا في سنَنِ أَبِي داوُدَ إلخ) قال في السلاح بعد أن أورده باللفظ المذكور هنا وفيه بعد
وخلقه "وصوره" كما هي في بعض النسخ المصصحة ملحقة: ما لفظه رواه أبو داود والترمذي والنسائي واللفظ له والترمذي وقال حسن صحيح ولفظ أبي داود يقول في السجدة مرارًا ورواه الحاكم في المستدرك وزاد فيه {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (١٤)} [المؤمنون: ١٤] وقال صحيح على شرط الشيخين اهـ، وكلامه ظاهر في أن من ذكر رووا قوله وصوره لكن راجعت نسختين