يوهم أن عمر كان يقنت باللهم إنا نستعينك إلخ في الوتر والذي في البيهقي إنما هو في الصبح فاستفده ذكره ابن النحوي في صلاة التطوع اهـ، وفي الإمداد قنوت عمر الذي كان يقنت به في الصبح لا الوتر كما رواه البيهقي وغيره اهـ، وفي الحديث المذكور هنا التصريح بذلك. قوله:(نستعِينُكَ ونستَغْفِرُكَ) أي نسأل منك المعونة على الطاعة وترك المعصية والغلبة على النفس والشيطان وسائر الكفرة والفجرة والغفران للذنوب والستر للعيوب وفي النهر لأبي حيان الاستعانة طلب العون والطلب أحد معاني استفعل اهـ. وحذف المستعان فيه طلبا للتعميم ولكون المقام لطلب ذلك قدم على ضمير المفعول وقدم في الآية لقصد الاختصاص. قوله:(وَلا نكفُركَ) من الكفران نقيض الشكر والعرفان من قولهم كفرت فلانًا على حذف مضاف أي كفرت نعمه. قوله:(وَنَخلَعُ) بفتح اللام من خلع الفرس رسنه ألقاه أي نطرح به وبمعناه ما قال المؤلف أي نترك وفي السلاح والحصن في هذا الحديث من رواية البيهقي زيادة ونترك وهو على تفسير نخلع بما ذكره
المصنف من عطف التفسير أتى به لكون مقام الدعاء للإطناب والفعلان تنازعًا. قوله:(من يَفجرُكَ) أي يعصيك ويخالف أمرك وقال المصنف يلحد في صفاتك. قوله:(إِياكَ نَعبد) ايا ضمير منفصل للمنصوب والياء والكاف والهاء اللواحق له لبيان التكلم والخطاب والغيبة حروف وليست بأسماء ضمائر لعدم وجود ما يعمل فيها وتقديم المفعول لقصد الاختصاص والمعنى تخصك بالعبادة قال في الكشاف وقرئ أياك بفتح الهمزة والتشديد وهياك بقلب الهمزة هاء والعبادة أقصى غاية الخضوع والتذلل ومنه ثوب ذو عبدة إذا كان في غاية الصفاقة وقوة النسج ولذا لم يستعمل إلَّا في الخضوع لله تعالى لأنه مولى أعظم النعم فكان حقيقًا بأقصى غاية الخضوع اهـ. قو) له:(ونَسْجدُ) تخصيص بعد تعميم. قوله:(نَسعى) قال الجوهري سعى الرجل يسعى سعيًا إذا غدا وكذا إذا عمل وكسب وقال صاحب المشارق قال بعضهم السعي إذا كان بمعنى الجري والمضي عدي بإلى وإذا كان بمعنى العمل فباللام قال تعالى: ({وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا}[الإسراء: ١٩] قوله: (نَحفِدُ) قال المؤلف بكسر الفاء أي وبفتح النون