ببئر معونة يقتضي ظاهره الجهر بالقنوت في جميع الصلوات، ففي صحيح البخاري في باب تفسير قول الله تعالى:{لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ}[آل عمران: ١٢٨]، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - جهر بالقنوت في قنوت النازلة.
ــ
منهم جملة في مؤلفه "رجحان الكفة في بيان أهل الصفة".
وهؤلاء القراء السبعون أصيبوا ببئر معونة في السنة الرابعة لما بعثهم - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل نجد لإقراء القرآن والدعاية إلى الإسلام لأنهم لما نزلوا بها قصدهم عامر بن الطفيل العامري اللعين، فإنه مات كافرًا قال ابن حجر في شرح المشكاة وهو غير عامر بن الطفيل الأسلمي فإن ذا صحابي اهـ، في أحياء من سليم وهم رعل وذكوان وعصية وقاتلوهم حتى قتلوهم ولم ينج منهم إلا كعب بن زيد الأنصاري النجاري تخلص وبه رمق ثم استشهد في الخندق رضي الله عنهم ومنهم عامر بن فهيرة مولى أبي بكر لم يوجد جسده دفنته الملائكة وفي الحديث ما وجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أحد ما وجد عليهم وسيأتي في باب استحباب الصبر والقوة لمن جرح في سبيل الله ما في قول ابن حجر إن عامر بن الطفيل الأسلمي صحابي. قوله:(بِبئرِ مَعُونَةَ) بفتح الميم وضم العين المهملة وفتح النون قال ابن الملقن في البدر المنير قال الحازمي في المؤتلف والمختلف في أسماء الأماكن ببئر معونة بين جبال يقال لها عقبة أيلة في طريق المصعد من المدينة إلى مكة وهي لبني سليم قاله الكندي وقال أبو عبيدة هو ماء لبني عامر بن صعصعة وقال الواقدي هذه البئر في أرض بني سليم وبني كلاب وقال ابن إسحاق وهي بين أرض بني عامر وجزيرة بني سليم كلا البلدين منها هي من بني سليم أقرب اهـ. وفي شرح المشكاة لابن حجر بئر معونة موضع ببلاد هذيل وفي التهذيب للمصنف ببئر معونة وهي قبل نجد بين أرض بني عامر وحرة بني سليم. قوله:(ففي البُخاري إلى قوله في قنوتِ النَّازلةِ) قال الحافظ هكذا ذكر في شرح المهذب وهو يوهم إنه في الموضع المذكور من البخاري بهذا اللفظ وإنما فيه عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد أن يدعو لأحد أو يدعو على أحد قنت بعد الركوع فذكر الحديث الذي فيه اللهم انج الوليد وفيه يجهر بذلك فذكره الشيخ بالمعنى اهـ.