للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلو تركه عند الشافعي صحت صلاته، ولكن يسجد للسهو سواء تركه عمدًا أو سهوًا، والله أعلم.

فصل: وأما لفظ التشهد، فثبت فيه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث تشهدات.

أحدها: رواية ابن مسعود - رضي الله عنه، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "التَّحِيَّاتُ للهِ،

ــ

للندب. قوله: (فَلو تَرَكهُ إلخ) أي إذا ترك الواجب منه في التشهد الأخير أو شيئًا منه وكذا إذا ترك قعوده بأن كان لا يحسنه فإنه يسن له الجلوس بقدره

فإذا تركه سجد له وظاهر عبارته أن الشافعي اختص بالقول بالسجود لتركه وليس كذلك فعند مالك يستحب السجود لتركه التشهد مطلقًا.

فصل

قوله: (فثبَتَ فيِه إلخ) قال القلقشندي في شرح عمدة الأحكام ورد في الباب عدة تشهدات وجملة من رواها من الصحابة أربعة وعشرون صحابيًّا الذي منها في الصحيحين حديث ابن مسعود وفي صحيح مسلم حديث ابن عباس وحديث أبي موسى اهـ، ومنه يعلم أن مراد المصنف الثابتة في الصحيحين أو أحدهما وإلّا فبقية الروايات بعضها ثابت أيضًا ثم رأيت الحافظ قال كأنه يريد تقييده بما في الصحيحين وإلَّا فقد ثبت فيه غيره. قوله: (رواية ابْنِ مسعودِ) تقدم في حديث البيهقي ذكر سبب هذا التشهد عنه وهو أنهم كانوا يقولون السلام على الله قبل عباده إلخ. قوله: (التحيات لله) التحيات جمع تحية واختلف في معناها فقيل الملك وجزم به أكثر العلماء وقيل السلام وقيل البقاء قاله النضر بن شميل وقيل العظمة وقيل السلامة من الآفات والنقص وقيل الحياة وأشار المحب الطبري إلى أنها مشتركة بين هذه المعاني اشتراكًا معنويًّا وقال أنها بمعنى السلام هنا أنسب وأمس فإذا حملت على الملك والعظمة فيكون المعنى الملك الحقيقي التام والعظمة الكاملة لله لأن ما سوى ملكه وعظمته ناقص زائد إذا حملت على السلام فيكون التقدير التي يعظم بها الملوك مثلًا مستحقة لله تعالى وإن جرت لغيره صورة وإن حملمت على البقاء فهو مختص به تعالى من غير نزاع وكذا الحياة والسلامة من الآفات وقال أبو سعيد الضرير ليست التحية للملك نفسه إنما هي ما يحيا به الملك قال ابن حجر الهيتمي في شرح المشكاة وكأنها إنما جمعت لتشمل هذه المعاني كلها وهذا أبلغ من

<<  <  ج: ص:  >  >>