ونسيان رؤية الأعمال في الأعمال، واقتضاء ثواب العمل في الآخرة.
وروينا عن القشيري رحمه الله قال: أقل الصدق استواء السرِّ والعلانية.
وعن سهل التستري: لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره.
وأقوالهم في
ــ
ما ينفعه من التقوى وصلاح العمل مخلصاً في ذلك وما أحسن قول الشاعر:
بالله يا نفس اسمعي واعقلي ... مقالة قد قالها ناصح
لا ينفع الإنسان في قبره ... إلا التقي والعمل الصالح
وأوردهما الثعالبي في تفسيره لكن قال "مقالة من معزم ناصح" وأبدل إلاَّ بغير في البيت الأخير. قوله:(ونسيان رؤية الأعمال) هو بالرفع عطف على ما قبله وفي القواعد لابن عبد السلام فيما رأيت منقولاً عنها معناه ترك الأعمال والاستناد إلى شيء من المعارف والأحوال والأقوال والأعمال إذ لا ينجي شيء من ذلك صاحبه ولا اعتماد في ذلك كله إلَّا على الله سبحانه وتعالى اهـ، قال في الحرز المنير فسر بعض العارفين تقوى الله حق التقوى في قوله تعالى {اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ}[آل عمران: ١٠٢] إن تزد طاعته عن الالتفات إليها وعن توقع المجازاة عليها اهـ. ويروى عن بعض العارفين من ظن أن يصل إلى الله تعالى بغير عمل فهو متمني، ومن ظن أن يصل إليه بعمل فهو متغني أي فالمريد يأتي بالأعمال بقصد الامتثال غير ملتفت إليها بالخاطر ولا مقبل عليها بالبال عسى إن يكون من أرباب الوصال فيوصله إليه بفضله لا بتلك الأعمال شغلا عنها بالإخلاص ففي الخبر لن يدخل أحدكم الجنة بعمله قالوا ولا أنت يا رسول الله قال ولا أنا إلاَّ إن يتغمدني الله برحمته، فإذا كان دخول الجنة بمحض الفضل والإحسان فكيف بالقرب المعنوي والرضوان حق الله لنا ذلك بمنِّه وما ذلك على الله بعزيز. قوله:(واقتضاء ثواب العمل إلخ) هو بالرفع عطف على نسيان لقربه أو على استواء