- صلى الله عليه وسلم - ويطلق على الدجال لكن إذا أريد الدَّجَّال قيد به كما هنا وقال أبو داود المسيح مشددًا الدجال ومخففًا عيسى والأول هو المشهور وقيل بالتشديد والتخفيف واحد يقال لكليهما واختلف في تلقيب الدجال به فقيل لأنه ممسوح العين وأن إحدى عينيه ممسوحة وقيل أن أحد شقي وجهه خلق ممسوحًا لا عين ولا حاجب فيه وقيل لأنه ممسوح من كل خير أي مبعود ومطرود وعلى هذه فهو فعيل بمعنى مفعول وقال أبو الهيثم أنه بوزن السكيت وأنه الذي مسح خلقه أي شوه وليس بشيء وقيل هو فعيل بمعنى فاعل لأنه يمسح الأرض أي يقطعها كلها إلّا الحرمين إذا خرج في أيام معدودة وقيل هو بالخاء المعجمة بمعنى ممسوخ العين ونسب قائله إلى التصحيف وقال ابن دحية في مجمع البحرين أنه خطأ وضبطه. بعضهم بفتح الميم وإسكان السين وكسر الياء وقال أبو عبيدة أظنه بالشين المعجمة كما تنطق به اليهود ثم عرب وأما عيسى فقيل لأن الله مسحه أي خلقه مليحًا وقيل لأنه لا يمسح مريضًا إلَّا برأ وقيل لأنه كان يمسح الأرض أي يقطعها بسياحته وقيل لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن وقيل لأن زكريا مسحه وقيل لأن رجله كانت لا أخمص لها وقيل للبسه المسوح جمع أمسح وقيل أنه بالعبرانية ماشيح فعرب بالمسيح وقيل لأن المسيح الصديق. قوله:(الدجالِ) أي المبالغ في الكذب
بادعائه الإحياء والإماتة وغيرهما مما يقطع كل عاقل فضلًا عن مؤمن بكذبه فيه لكن لما سخر له بعض الجوامد عظمت فتنته واشتدت بليته حتى أنذر به كل نبي أمته واستعاذ - صلى الله عليه وسلم - من فتنته حثًّا لنا على الاستعاذة منها فإنه لا يسلم منها إلَّا الفذ النادر أعاذنا الله منها بمنه وكرمه، قال القاضي عياض استعاذته - صلى الله عليه وسلم - من هذه الأمور مع أنه عصم منها إنما هو ليلتزم خوف الله والافتقار إليه والاقتداء به ولا يمتنع تكرير الطلب مع تحقق الإجابة إذ فيه تحصيل الحسنات ورفع الدرجات وليبين لهم صفة الدعاء في الجملة اهـ، وأجاب بعضهم عن استعاذته من فتنة الدجال أنه قال ذلك قبل أن يعلم أنه لا يدركه ويدل له قوله - صلى الله عليه وسلم - أن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه أو أنه أراد به تعليمنا أو أنه تعوذ منه لأمته. قوله:(ورَواهُ مسلِم منْ طرُقٍ كثيرَةٍ. وفي روَايةٍ منها) قال الحافظ