للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في "صحيح مسلم"، عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال: "اللهُم

ــ

الوارد وعند صعود الهضبات والنزول من الشرفات. قوله: (وَرَوينَا في صحيحِ مسلم الخ) وكذا رواه أصحاب السنن الأربعة والطبراني وابن السني عن ثوبان كذا في الحرز. قوله: (إِذَا انصرَفَ) هذا لفظ رواية مسلم وعند جماعة آخرين بسند حديث مسلم كان إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر ثلاثًا وقال اللهم أنت السلام الخ. أخرجه هكذا أحمد والترمذي وأبو داود وابن خزيمة وأبو عوانة كلهم بهذا اللفظ وأخرجه ابن خزيمة أيضًا بلفظ كان يقول قبل السلام قال ابن خزيمة أن كان عمرو بن هشام الراوي له عن الأوزاعي حفظه فمحل هذا الذكر قبل السلام ورواية إذا أراد أن ينصرف موافقة لهذه ويمكن رد رواية إذا انصرف إليها لكن المعروف أن هذا الذكر بعد السلام قال الحافظ ويؤيده حديث عائشة قالت إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يجلس بعد الصلاة إلَّا قدر ما يقول وفي رواية عنها كان إذا سلم لم يقعد إلَّا

بمقدار ما يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام أخرجه مسلم وابن ماجة قال الحافظ ويمكن الجمع بأنه كان يقول ذلك في الموضعين وظاهر حديث عائشة أنه كان لا يقول الأذكار الواردة في هذا المحل غير ما ذكر إلَّا حال قيامه ويعارضه حديث جابر بن سمرة كان - صلى الله عليه وسلم - إذ صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس أخرجه مسلم، ويمكن الجمع الصبح، وأولى منه أن يحمل النفي على الهيئة المخصوصة بأن يترك الاستقبال والتورك ويقبل على أصحابه كما ثبت ذلك في خبر آخر قال وقد ورد التصريح بأنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقول ذلك إذا سلم ثم أخرج من حديث عائشة قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سلم من صلاته قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام وقال حديث صحيح أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي. قوله: (أستغفر الله ثلاثًا) حكمته منه - صلى الله عليه وسلم - إظهار هضم النفس وأنها لم تقم بحق الصلاة ولم تأت بما ينبغي لها فكانت في غاية التقصير والمقصر يستغفر لعله أن يتجاوز عنه تقصيره وكأن هذا سبب قول المصنف ينبغي تقديم الاستغفار على سائر أنواع الذكر الوارد عقب السلام قال غيره ثم يقول اللهم أنت السلام إلى الإكرام ثم (لا إله إلَّا الله) إلى (قدير) ثم رتب كثيرًا كذلك وقد أشار إلى ذلك بحرق في مختصره وابن حجر في شرح العباب

<<  <  ج: ص:  >  >>