عن ابن عباس رضي الله عنهما:"أن رفع الصوت بالذِّكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وقال ابن عباس:"كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعتُه".
ــ
بدليل روايته الآتية وعبر به لأنه ينتجه سلب النقائص بالتسبيح وإثبات الكمالات بالتحميد والتهليل إذ من سلب عنه كل نقص وثبت له كل كمال هو المستحق لنهاية الكبرياء والعظمة ولأن رفع الصوت عنده أعلى منه عند البقية ولأنه آلة الإعلام بأفعال الإمام فليكن آلة الإعلام بالفراغ منها وفي شرح البخاري لابن العز الحجازي اختلف في كون ابن عباس قال هذا أي في سبب ذلك فقال عياض الظاهر أنه لم يكن يحضر الجماعة لأنه
كان صغيرًا ممن لا يواظب على ذلك ولا يلزم به وقال غيره يحتمل أن يكون حاضرًا في أواخر الصفوف. قوله:(وفي روَايةِ في صحيحَيْهمَا) وأخرجه كذلك أحمد وأبو داود وفي قوله كنت أعرف إطلاق العلم على الأمر المستند إلى الظن الغالب قيل وفي هذا الحمل نظر لإشعار كان بالمداومة والكثرة وأجيب بأنها تستعمل في الشيء النادر أيضًا. قوله:(أَن رَفْعَ الصَّوتِ بالذكرِ الخ) حمل الشافعي جهره - صلى الله عليه وسلم - بالأذكار والدعاء عقب الصلاة على أنه كان لأجل تعليم المأمومين فمن ثم قال ويجهر لتعليمهم فإذا تعلموا أسر لقوله تعالى: ({وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ}[الإسراء: ١١٠]، الآية نزلت في الدعاء كما في الصحيحين قيل وفي هذا الحمل نظر لإشعار كان بالمداومة والكثرة وأجيب بأنها تستعمل للشيء النادر أيضًا كما تقدم نظيره في اللفظ السابق، واستدل البيهقي وغيره لطلب الإسرار بخبر الصحيحين أنه - صلى الله عليه وسلم - أمرهم بترك ما كانوا عليه من رفع الصوت بالتكبير والتهليل وقال إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا أنه معكم سميع قريب اهـ، وبه يرد على بعض المتأخرين في منازعته في ذلك بأن ظاهر الحديث ندب الجهر بالذكر دائمًا وليس كما قال لأنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يخلو ممن يرد عليه فيسلم أو يكون قريب الإسلام فكان جهره لتعليمهم فمن أين للمنازع أنه جهر لا للتعليم وجهره من الوقائع الفعلية وقد تطرق إليها ذلك الاحتمال الظاهر فتعين الأخذ به ذكره في شرح المشكاة.
فائدة
يسن الإسرار في سائر الأذكار أيضًا إلَّا في القنوت للإمام والتلبية وتكبير ليلتي العيد وعند رؤية الأنعام في عشر ذي الحجة وبين كل سورتين من الضحى إلى آخر القرآن وذكر السوق