للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واللهِ إني لأحُبُّكَ" ثم قال: "أوصِيكَ يا مُعاذُ لا تَدَعَنَّ في دُبُرِ كل صلاةٍ تقُولُ: اللهم أَعِني

ــ

بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأشدهم حياء لله عثمان وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأخرج الترمذي والنسائي عن أبي هريرة مرفوعًا نعم الرجل أبو بكر الحديث وفيه ونعم الرجل معاذ بن جبل وأرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن يدعوهم إلى الإسلام وشرائعه وهو أحد الأربعة الأنصار الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الباقية أبي وزيد بن ثابت وأبو زيد وسيأتي ذكرهم نظمًا بزيادة على هذا وأحد الثلاثة الذين كانوا يفتون على عهده - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار والآخران أبي وزيد بن ثابت وروي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال معاذ أمام العلماء يوم القيامة بربوة أو ربوتين والربوة الرمية بالحجر وقال ابن مسعود كان معاذ أمه قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين فقيل له إنما قال الله هذا في إبراهيم فأعاد قوله ثم قال الأمة الذي يعلم الناس الخير ويؤتم به والقانت المطيع لله تعالى وكذلك كان معاذ معلمًا للخير مطيعًا لله ولرسوله وكان عبد الله بن عمر يقول حدثونا عن العاقلين العالمين قيل من هما قال معاذ وأبو الدرداء كان معاذ شابًا جميلًا حسن الوجه والخلق طوالًا أبيض الثنايا عظيم العينين سمحًا روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مائة حديث وتسعة وخمسون حديثًا اتفقا منها على حديثين وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بواحد باع النبيِ - صلى الله عليه وسلم - ماله كله في دينه ثم بعثه عام الفتح إلى طائفة من اليمن أميرًا وهو أول من اتجر في مال الله واستعمله عمر بالشام بعد موت أبي عبيدة بن الجراح فمات من عامه في طاعون عمواس وهي قرية بين الرملة وبين المقدس بناحية الأردن بالشام سنة ثمان عشرة وقيل سبع عشرة وله ثلاث وثلاثون سنة وقيل أربع وثلاثون سنة وقيل ثمان وثلاثون ولما حضرته الوفاة قال مرحبًا بالموت مرحبًا بزائر حبيب جاء على فاقة اللهم إنك تعلم أني كنت

أخافك وأنا اليوم أرجوك إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر رضي الله عنه. قوت له: (والله إِني لأُحِبُّكَ) فيه مزيد التشريف لمعاذ والإيماء إلى كمال استقامته وعلو رتبته في القيام بالأوامر التكليفية وحصول الفيوض الإلهية وذكره توطئة وبعثًا له على امتثال ما يأمره به زاد أحمد والنسائي فقال معاذ وأنا أحبك قال العلماء لما صدقت

<<  <  ج: ص:  >  >>