وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قضى صلاته مسح جبهته بيده اليمنى، ثم قال: "أشْهَدُ أن لا إله إلا الله الرحمَنُ الرحِيم، اللهم أذْهِبْ عَني الهَم والحَزَنَ".
ــ
محبة معاذ للنبي - صلى الله عليه وسلم - جاراه بأعلى من محبته كما هو عادة الكرام ولا أكرم منه ولذلك أكد النبي - صلى الله عليه وسلم - باللام وإن لم يؤكد معاذ كذلك. قوله:(عَلَى ذكركَ) أي الشامل للقرآن وسائر الأذكار قاله ابن حجر في شرح المشكاة. قوله:(وشكْرِكَ) أي شكر نعمك الظاهرة والباطنة الدنيوية والأخروية التي لا يمكن إحصاؤها. قوله:(وَحُسْنِ عبادَتِكَ) أي القيام بشرائطها وأركانها وسننها وآدابها وخضوعها وخشوعها وحصول الإخلاص فيها والاستغراق والتوجه التام.
قوله:(وَرَوَينْا في كتابِ ابْنِ السني) وكذا رواه البزار والطبراني في الأوسط وابن عدي كلهم عن أنس قال ميرك وإسناده ضعيف ولفظ روايتهما كان - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى وفرغ من صلاته مسح بيمينه على رأسه وقال باسم الله الذي لا إله إلّا هو الرحمن الرحيم الخ، وفي بعض طرق الحديث سبحان الله الذي لا إله إلَّا هو الرحمن الرحيم الخ، كذا في الحرز قال الحافظ بعد تخريجه الحديث باللفظين من طريق الطبراني في الدعاء وغيره قال أبو نعيم الحديث غريب من حديث معاوية بن عمرو عن أنس تفرد به عنه زيد العمي وفيه لين قال الحافظ اتفقوا على ضعفه من جهة حفظه وسلام الطويل الراوي عن زيد العمي أضعف من زيد بكثير وهو بتشديد اللام ويقال له المدائني كما وقع في رواية ابن السني والحديث ضعيف جدًّا بسببه ثم أخرج الحافظ الحديث من طرق أخرى بلفظ سبحان الله الذي لا إله غيره الخ، وقال أخرجه ابن عدي عن كثير بن سليم عن أنس قال الحافظ وكثير في الضعف يكاد أن يكون مثل ابن سلام أو أشد اهـ. قوله:(جَبهتَه) أي ما اكتنفه الجبينان من الوجه. قوله:(أَذْهِبْ) بصيغة الأمر من الذهاب للسؤال منه سبحانه أن يزيل الهم وما بعده. قو له:(بالهم) الباء فيه زائدة للتأكيد وقد حذفت في روايتهما والهم الغم المذيب للبدن. قوله:(والحَزَنَ) بضم فسكون أو بفتحتين وقرئ بهما في القرآن وهو تعميم بعد تخصيص أو الهم لما يلحقه من الخوف لما يصيبه من خوف الفوت فكأنه قال اللهم اجعلني من الذين لا خوف عليهم أي من لحوق العقاب ولا هم يحزنون أي