وروينا فيه عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ما دنوت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في دبر مكتوبة ولا تطوع إلا سمعته يقول:"اللهُم اغْفِرْ لي ذُنُوبي وخَطايايَ كُلها، اللهُم أَنْعِشْني واجْبُرني، وَاهْدِني لصَالِح الأعمَالِ وَالأخلاقِ، إئهُ لَا يَهْدِي لصَالِحها ولا يَصْرِف سَيئَها إلا أنْتَ".
ــ
من فوت الثواب وقد أخبر الله تعالى عن لسان أهل الجنة فيها الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وإلَّا فما دمت في هذه الدار لا تستغرب وقوع الأكدار اللهم لا عيش إلَّا عيش الآخرة.
قوله:(وَرَوَينَا فيهِ) أي في كتاب ابن السني وكذا رواه الطبراني في المعجم الكبير كلاهما عن أبي أمامة الباهلي وهو حديث غريب كما قاله الحافظ روياه من طريق عبيد الله بن زحر بفتح الزاي وسكون المهملة عن علي بن يزيد الألهاني عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبي أمامة ورواه الحافظ من طريق خالد بن أبي يزيد عن علي الألهاني قال وابن أبي يزيد متفق على توثيقه وعبيد الله بن زحر اتفق أكثر على تضعيفه وشيخهما علي بن يزيد الألهاني متفق على تضعيفه ومدار هذا الحديث عليه اهـ، ورواه الحاكم في المستدرك عن أبي برزة الأنصاري كذا في الحرز ولم يذكره الحافظ قال الحافظ ووجدت لحديث أبي أمامة شاهدًا من حديث ابن عمر عن أبي أيوب قال ما صليت خلف نبيكم - صلى الله عليه وسلم - إلا سمعته يقول اللهم اغفر لي خطاياي وذنوبي فذكر الباقي مثله سواء أخرجه الحافظ من طريق الطبراني وقال قال يعني الطبراني لا يروى عن أيوب إلَّا بهذا الإسناد تفرد به محمد بن الصلت وأشار الحافظ إلى توثيق رواية إلا عمر بن مسكين فقال ذكره ابن عدي في الكامل ونقل عن البخاري أنه قال لا يتابع في حديثه اهـ. قوله:(ذُنوبِي وخَطايايَ) قيل المراد بالذنوب الكبائر وبالخطايا الصغائر وسبق إعلال خطاياي في دعاء الافتتاح. وقوله:(كلهَا) توكيد أتي به للتعميم ليشمل جميع المخالفات. قوله:(أنْعشني) بفتح العين وسكون المعجمة بعدها نون وقاية أي ارفعني. قوله:(وَأجبُرْني) بضم الموحدة أي أصلح شأني ورواه الحاكم وأحيني من الحياة أي حياة طيبة مقرونة بالقناعة والكفاف والطاعة والعافية والعفاف وزاد وارزقني رزقًا طيبًا وعلمًا نافعًا ولفظ الطبراني مثل لفظ ابن السني. قوله:(إِنهُ) أي بالكسر ويجوز الفتح كما سبق بيانه وتقدم الكلام على مضمون هذه الجملة في دعاء