تعجُّ إلى الله تعالى من نومة العالِم بعد صلاة الصبح، والله أعلم.
ــ
إذا صليت الفجر فقل ثلاثًا سبحان الله العظيم وبحمده فذكر الحديث وفيه قل اللهم إني أسألك مما عندك افض علي من فضلك وانشر علي من رحمتك حديث غريب أخرجه أحمد وقال الحافظ بعد أن ذكر أحوال سنده ولولا الرجل المبهم لكان السند حسنًا اهـ. قوله:(تعِجُّ) كأن المراد ترفع شكواها إلى الله من ذلك الفعل والعج في اللغة رفع الصوت وفي الحديث أفضل الحج العج والثج قال في النهاية العج رفع الصوت بالتلبية. قوله:(العالِم) بكسر اللام. قوله:(بعْدَ صلاة الصبحِ) أي لأنه أشرف النهار ومفتتحه فهو حري بأن يعمر بالطاعات وفي النوم ترك ذلك وأيضًا فهو وقت قسمة الأرزاق والنائم محرض عن أثر ذلك وقد بينت في جزيل الغنائم فيما يسن فيه إيقاظ النائم أنه يسن إيقاظ من نام بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس لما روي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال الصبحة تذهب الرزق وعن بعضهم قال ابن العماد وأظنه عمر بن عبد العزيز أنه رأى ابنًا له نائمًا في هذا الوقت فأيقظه وقال الأرزاق تقسم وأنت نائم وساق التلمساني في شرح الشفاء مثل هذه القصة عن العباس رضي الله تعالى عنه وزاد فإنما النوم على ثلاثة أقسام حمق وهو بعد صلاة العصر لا ينامه إلّا سكران أو شيطان وخلق وهو القائلة وخرق وهو بعد الصبح اهـ، ومحله إن كان لغير عذر إلَّا بأن غلبه النوم ولم يقدر على دفعه فلا بأس.
وفي الأحكام السلطانية للماوردي لما أراد ابن الزبير هدم الكعبة أرسل إلى عبيد بن نمير فقيل هو نائم فأرسل إليه وأيقظه وقال أما بلغك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال إن الأرض تضج إلى الله من نومة العلماء اهـ. فأفاد أنه مرفوع وفي غريب أبي عبيد في حديث عمر إياكم ونومة الغداة فإنها منجرة مجفرة مجعرة قال أبو العباس المجفرة يبس الطبيعة والمجعرة مقطعة النكاح اهـ، وفي شرح الشفاء للتلمساني
قال عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما النوم على ثلاثة أوجه نوم خرق ونوم خلق ونوم حمق فأما نوم الخرق فنوم الضحي تقضى الناس حوائجهم وهو نائم وأما نوم الخلق فنوم القائلة إلى نصف النهار وأما نوم الحمق فالنوم حين