للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَالْإِبْكَارِ (٥٥)} [غافر: ٥٥] وقال تعالى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الأعراف: ٢٠٥] قال أهل اللغة: الآصال جمع أصيل: وهو ما بين العصر والمغرب. وقال تعالى:

ــ

قوله: (وَالإبكارِ) قال في زاد المسير الإبكار ما بين طلوع الفجر إلى صلاة الضحي قال الزجاج أبكر الرجل يبكر إبكارًا وبكر يذكر في كل شيء تقدم فيه اهـ. قوله: (وَاذْكر ربكَ) قال أبو حيان في النهر لما أمرهم الله تعالى بالاستماع والإنصات إذا قرأ أي بقوله: ({وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ} [الأعراف: ٢٠٤] الآية ارتقى من أمرهم إلى أمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله تعالى في نفسه أي بحيث يراقبه ويذكره في الحالة التي لا يشعر بها أحد وهي الحالة العليا وقوله "ربك" أي مالك أمرك "في نفسك" متعلق باذكر و "تضرعًا وخيفة ودون الجهر" معطوف على قوله في نفسك أي اذكر في نفسك وذكرًا دون الجهر أي يذكره بالقول الخفي الذي يشعر بالتذلل والخضوع من غير صياح ولا تصويت كما يناجي الملوك ويستجلب منه الرغائب وكما قال - صلى الله عليه وسلم - للصحابة وقد جهروا بالدعاء إنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا اربعوا على أنفسكم اهـ. قوله: (بالغدو) قال في النهر إن كان جمعًا لغداة فهو مقابل للجمع وهو بالآصال وإن كان مصدرًا لغدًا فهو على حذف تقديره بأوقات الغدو والظاهر اقتصار الأمر بالذكر على هذين الوقتين وقيل المراد بهما الأوقات أي سائرها واقتصر عليهما لأنهما ظرفان للأوقات اهـ. مع يسير تغيير. قوله: (جمع أصيل) مثله في النهر لأبي حيان والسلاح لابن همام وغيرهما لكن قال الواحدي الآصال واحدها أصل وواحد الأصل أصيل قال الزجاج الآصال العشايا جمع الجمع اهـ، وهو مخالف لكلام المصنف وفي مفردات الراغب ما يؤيد كلام المصنف وهو قوله الآصال العشايا يقال للعشية أصل وأصيلة فجمع الأصيل أصل وآصال وجمع الأصيلة أصائل اهـ، فهو مصرح بأن آصال جمع لأصيل كأصل لا أنه جمع لجمعه. قوله: (وهُو ما بيِّن والمَغرب الخ) قال الرداد في موجبات الرحمة وهو المساء في اعتبار معنى الأحاديث الواردة في أذكاره وأدعيته

<<  <  ج: ص:  >  >>