سبحت الجبال معه وقال في سورة سبحان في قوله تعالى ({وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ}[الإسراء: ٤٤] أي يخضع له ويخضع فصرف التسبيح إلى لازمه وقال السيوطي في الجلالين يسبح متلبسًا بحمده أي يقول سبحان الله وبحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم لأنه ليس بلغتكم اهـ، وهذا ظاهر التنزيل والتلفظ لا يتوقف على جارحة اللسان كما هو الصحيح عند المتكلمين لأن الذي أقدر اللسان على النطق يوجده بغيره سبحانه وتعالى وقال ابن حجر في شرح المشكاة والظاهر أنه بلسان المقال لأن الأصح حمل النصوص على ظاهرها ما أمكن. قوله: (بالعَشي وَالإشراق) قال الواحدي يروى عن ابن عباس بطرق أنه فسر التسبيح بالإشراق في هذه الآية بصلاة الضحا ثم ساق بسنده حديثًا مرفوعًا عن ابن عباس عن أم هانئ بنت أبي طالب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فدعا بوضوء فتوضأ ثم صلى الضحي وقال يا أم هانئ هذه صلاة الإشراق اهـ.
قوله:(وَرَوَينَا في صحيح البخاري) عطف على "من القرآن قوله" الخ. إلَّا أن في الكلام محذوفًا يبينه السياق أي ومن السنة ما روينا الخ. قال الحافظ ورواه أحمد والنسائي عن شداد في الاستعاذة وعمل اليوم والليلة وابن عدي قال في السلاح وليس لشداد في الصحيحين سوى حديثين أحدهما هذا والآخر في مسلم أن الله كتب الإحسان على كل شيء اهـ، وفي الجامع الصغير رواه أحمد والبخاري والنسائي عن شداد اهـ، وأخرج الحافظ الحديث من طريق الطبراني في كتاب الدعاء من حديث بريدة رضي الله عنه أخرجه عن الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قال حين يصبح وحين يمسي فذكر بمثله إلّا أنه قال فاغفر لي ذنوبي جميعًا وقال في آخره فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة وقال بعد تخريجه هو حديث حسن صحيح أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة من غير الوليد بن ثعلبة وقد وثقه يحيى بن معين وكنت أظن أن روايته هذه شاذة وأنه سلك عن العبادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة عن أبيه أخرجها ابن السني فبان أن للحديث عن بريدة أصلًا