للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يأتِ أحَد يومَ القِيامَةِ بأفْضَلَ مِما جاءَ بِهِ إلا أحَد قال مثلَ ما قال أو زادَ عليْهِ".

وفي رواية أبي داود: "سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وبِحَمْدِهِ".

وروينا في سنن أبي داود والترمذي، والنسائي وغيرها بالأسانيد الصحيحة، عن عبد الله بن خُبيب -بضم الخاء المعجمة- رضي الله عنه، قال: "خرجنا في ليلة مَطيرة وظلمة شديدة نطلب النبي - صلى الله عليه وسلم - ليصليَ لنا، فأدركناه فقال:

ــ

مائة مرة وحين يمسي كذلك ويحتمل الحديث أن المراد أنه يأتي بالمائة في الوقتين لكن وقع في كلام للمؤلف ما يصرح بالثاني قاله الرداد في موجبات الرحمة وينبغي أن يسبح هذا التسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها لما ورد في ذلك من الآيات الكريمة ليكون جامعًا في عمله هذا بين ما جاء في الكتاب والسنة ولذا ينبغي الجمع بين الروايتين فيقول سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة اهـ. قوله: (مما جاءَ بهِ) أي قول سبحان الله وبحمده مائة مرة. قوله: (إِلا رَجل قَال مثْل مَا قَال الخ) استشكل بأنه يقتضي أن من قال مثل قوله أو زاد عليه يكون أفضل منه ولا إشكال في الزيادة إذ الثواب بقدر العمل إنما الاستشكال مع المماثلة فإنها تقتضي المساواة لا الأفضلية، وأجيب بأن الاستثناء بالنسبة إليه منقطع والتقدير لم يأت رجل بأفضل مما جاء به لكن رجل قال مثل ما قاله فإنه يأتي بمساو

له لتعذر الاتصال فيه إلَّا أن يقدر لم يأت أحد يمثل ما جاء به ولا بأفضل منه إلّا أحد الخ. أو أن أو فيه بمعنى الواو وقال ميرك الجواب الصحيح أن يقال الاستثناء وإن كان في الظاهر من النفي لكن في الحقيقة من الإثبات والمعنى أن من قال ذلك أتى بأفضل مما جاء به كل أحد إلَّا أحد قال مثل ذلك فإنه مساو له أو زاد عليه فإنه أفضل منه قال والمراد بالأفضل منه جنس أذكاره لأنه أفضل الأدعية لا أنه أفضل من جميع الأعمال فإن الإيمان وكثيرًا من الطاعات أفضل منه اهـ. قال المصنف وفي قوله أو زاد دليل واضح على أن هذا مما يجوز فيه الزيادة وليس من التحديد الذي نهى عن اعتدائه ومجاوزة عدده وإن زيادته لا فضل فيها أو تبطل كالزيادة في أعداد الوضوء والصلاة اهـ، وتقدم في باب الذكر له مزيد قيل ولعل الفرق بين القسمين أن الأول للتشريع والثاني للتحديد.

قوله: (وَرَوَينَا في سنَنِ أَبِي دَاوُدَ) أي واللفظ له. قوله: (والترْمذِي) أي وقال حسن صحيح غريب من هذا الوجه. قوله: (وغيْرهَا) فرواه الطبراني أيضًا بالأسانيد

<<  <  ج: ص:  >  >>