أعوذُ بك من شر ما صنعت، إذا قال ذلك حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، أو كان من أهل الجنة، وإذا قال ذلك حين يصبح فمات من يومه ... مثله" معنى أبوء: أقر وأعترف.
وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن قال حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسي: سُبْحانَ اللهِ وبحَمْدِهِ. مائَةَ مَرة
ــ
من العصيان. قوله:(أَعوذ بكَ الخ) ما فيه مصدرية أو موصولة أي أعوذ بك من صنعي أو مما صنعته مما لم أستطع على كف نفسي عنه من الأعمال التي تؤدي بصاحبها إلى الهلاك الأبدي والعذاب السرمدي قال في الحرز والمراد به غفران الأوزار وعدم الإصرار ولذا كان سيد الاستغفار. قوله:(فماتَ) أي في ليلته كما جاء في رواية أخرى للصحيح. قوله:(دَخَلَ الجَنة) أي ابتداء من غير دخول النار لأن الغالب أن المؤمن بحقيقتها المؤمن بمضمونها لا يعصى الله تعالى أو لأنه تعالى يتفضل فيعفو عنه ببركة هذا الاستغفار أشار إليه الكرماني جوابًا عما يقال المؤمن يدخل الجنة وإن لم يقل هذا الذكر والله أعلم.
قوله:(وَرَوَينَا في صحيح مُسلم) في المشكاة متفق عليه وأقره ابن حجر والقاري لكن في الحصين رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وابن حبان وأبو عوانة كلهم عن أبي هريرة ولم يذكر في رواته البخاري وكذا لم يذكره صاحب السلاح وقال أن اللفظ لمسلم وعند أبو داود سبحان الله العظيم وبحمده ولفظ الحاكم من قال إذا أصبح مائة مرة وإذا أمسى مائة مرة سبحان الله وبحمده غفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من زبد البحر ورواية ابن حبان في صحيحه بمعنى رواية الحاكم اهـ، وكذا لم يذكر الحافظ فيمن خرجه البخاري بل زاد فذكر في مخرجيه مالك لكن قال غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر وابن السني قال من عدة طرق إلَّا أنه خالف باقي الرواة فإنه قال عن سهل بن صالح عن أبيه وكذا أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم من عدة طرق عن سهل عن أبيه بإسقاط سمي وقال مالك ومسلم وأبو داود عن سهل عن سمي وهو مولى أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي صالح والصواب إثبات سمي والله أعلم. قوله:(مَنْ قال حينَ يصبحُ الخ) الظاهر من قال حين يصبح سبحان الله وبحمده