عن ابن عمر لكنه غير مرفوع فأخرجه الحافظ عن مجاهد عن ابن عمر أنه كان إذا غشيه الصبح وهو مسافر نادى سمع سامع بحمد الله فذكر مثله لكن زاد يقولها ثلاث مرات. أخرجه أيضًا عنه لكنه بلفظ أسمع سامع وباقيه سواء وزاد ولا حول ولا قوة إلَّا بالله قال وروينا في كتاب الدعاء للمحاملي من وجه آخر عن مجاهد عن نعيم بن مسعود موقوفًا أيضًا ورواية أسمع بالهمزة تؤيد ما اذهب إليه القاضي عياض من ضبط سمع بتشديد الميم اهـ. قوله:(فاسْحَرَ) أي دخل في وقت السحر وهو قبيل الصبح قال الزمخشري السدس الأخير من الليل قيل سمي بذلك لاشتباهه بالضياء ذكره صاحب العين. قوله:(بحِمدِ الله) أي بحمدنا الله فالمصدر مضاف للمفعول زاد أبو داود "ونعمته" وقيل المراد أي سار إلى السحر وعلى هذا فيختص هذا الذكر بالمسافر بخلافه على الأول. قوله:(وحسن بلائهِ) بالجر عطفًا على حمد الله وفي نسخة من الحصين بالرفع على أنه جملة من مبتدأ وخبر أي حسن نعمته أو حسن اختباره واقع علينا وثابت له بنا قال ابن الجزري قوله على نعمه وحسن بلائه أي على ما أحسن إلينا وأولانا من النعم وحسن البلاء بالنعمة الاختبار بالخير ليتبين الشكر وبالشر ليظهر الصبر، وفيه أن قوله على نعمه مشعر أن لفظ على من متن الحديث وليس موجودًا في الأصول المصححة والنسخ المعتمدة. قوله:(ربنا) أي يا ربنا. قوله:(صاحِبنْا) بسكون الباء من المصاحبة أي كن مصاحبًا لنا بالإعانة والإغاثة وفي حاشية الإيضاح لابن حجر الهيتمي في قوله أنت الصاحب في السفر يستفاد منه أن هذا من أسماء الله تعالى لكن هل هو
يقيد في السفر اتباعًا للفظ الحديث إذ أسماء الله توقيفية ولم يرد إلا مقيدًا أو لا يتقيد بذلك محل نظر والأقرب الأول اهـ. ولك أن تقول أن لفظ حديث الباب مشعر بجواز اطلاف الصاحب من غير تقييد سيما على مذهب من يكتفي في الإطلاق بوروده في الفعل أو أصله والله أعلم. قوله:(وأَفْضِلْ) بصيغة الأمر من الإفضال أي نسألك الإفضال من نعمك بفضلك. قوله:(عائِذًا بالله) هو منصوب على المصدر أي أعوذ عياذًا أقيم اسم الفاعل