بفتح الميم المشددة، ومعناه: بلغ سامع قولي هذا لغيره، تنبيهًا على الذِّكْر في السَّحَر والدعاء في ذلك الوقت، وضبطه الخطابي وغيره، سمع: بكسر الميم المخففة، قال الإمام أبو سليمان الخطابي: سمع سامع، معناه: شهد شاهد. وحقيقته: ليسمع السامع وليشهد الشاهد حَمْدنا لله تعالى على نعمته وحسن بلائه.
ــ
مقام المصدر كما في قولهم قم قائمًا أو على الحال من الضمير المرفوع في قوله اسحر فيكون من كلام الراوي قاله القاضي ويريد أنه إذ كان مصدرًا فهو من كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإذا كان حالًا فمن كلام الراوي وجوز المصنف أن يكون حالًا وأن يكون من كلامه أي إني أقول ذلك حال كوني عائذًا من النار اهـ، وهذا أرجح لئلا ينخرم النظم قاله الطيبي وقال ابن الجوزي أي مقسمًا ونصبه على الحال اهـ، قيل ويحتمل أن يكون حالًا من فاعل سمع اهـ. وروي عائذ بالرفع أي أنا عائذ وختم بهذا تعليمًا للأمة أنه ينبغي ضم الخوف للرجاء وهضمًا لنفسه وتواضعًا لربه سيما بعد حمده على نعمه الخطير عليه وزيادة في شكرها وإذعانها وإشاعتها كما هو شأن كل خطير يطلب دوامه والثبات عليه. قوله:(بتشديدِ المِيم) قال الطيبي هو كذلك في أكثر روايات مسلم كذا في المرقاة. قوله:(معْنَاهُ شَهِدَ الخ) أي ومعناهَ أي بمعنى شهد شاهد فيكون شاهد بدلًا من الضمير والضمير عائد إليه مثل اللهم صل عليه الرؤوف الرحيم وعبارة السلاح وقال الخطابي بكسر الميم المخففة ومعناه شهد شاهد قال ابن حجر الهيتمي والباء في بحمد الله زائدة على التشديد وبمعنى على على التخفيف ونازعه في المرقاة بأن كليهما غير صحيح لأنه يقال بلغ الناس بكذا وسمع بهذا الخبر أما إذا كان بمعنى شهد فيتعين وجود الباء لأنه يقال شهد بكذا سواء المشهود عليه والمشهود به اهـ، وفيه أن بلغ يصل إلى مفعوله بنفسه قال تعالى {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ (٦٧)} [المائدة: ٦٧]، فالباء عليه صلة والله أعلم. قوله:(وحقيقته) أي حقيقته على قول عياض ومن تبعه أنه أمر بلفظ الخبر عدل إليه لأنه لكونه مجازًا أبلغ كما قيل به في قوله تعالى {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ}[البقرة: ٢٣٣] ورجحه الطيبي ومثل ما ذكر في النهاية وقال ابن الجوزي معنى سمع سامع أي ظهر وانتشر فسمعه السامعون اهـ. فأبقاه على ظاهره من الخبرية وقال التوربشتي الحمل على الخبر