عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:"مَن قال حِينَ يُصْبحُ: {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
ــ
رواه ابن السني كما في الحصين وقال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب. قوله:(فسبحانَ الله) أي نزهوه عما لا يليق به وفي خبر مرسل أنه - صلى الله عليه وسلم - قال في قول العبد سبحان إنها براءة الله من السوء لا يقال النفي لا يتمدح به إلّا إذا تضمن ثبوتًا إلَّا فالنفي المحض لا مدح فيه لأنا نقول نفي السوء والنقص عنه يستلزم إثبات جميع الكمال له سبحانه وكذا كل ما جاء في الكتاب والسنة من نفي السوء والنقص عنه يتضمن إثبات ذلك له كقوله تعالى:({لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ}[البقرة: ٢٥٥] {وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ (٣٨)} [ق: ٣٨] قال في المرقاة والكمال مسلم ثبوته له تعالى عند الكل ولذا ما جاءت الرسل إلَّا للأمر بالتوحيد والعبادة على وجه التفريد اهـ. قوله:(تمسُونَ) أي تدخلون في المساء و (تصبحونَ) أي تدخلون في الصباح فالفعلان تامان وقد سبق أن المساء الشرعي من غروب الشمس والصباح الشرعي من طلوع الفجر. قوله:(ولهُ الحمدُ) أي له لا لغيره الحمد ثابت (في السمواتِ والأرضِ) أي كائن على ألسنة أهلهما وإن من شيء إلا يسبح بحمده أو ثابت في أجزائهما وقيل في للتعليل أي له الحمد في هاتين النعمتين العظيمتين لأهلهما فيجب عليهم حمده والجملة معترضة وسيأتي حكمة الفصل بهما. قوله:(وعَشيًّا) عطف على حين وسبق أن العشي ما بين زوال الشمس إلى غروبها وحكاية أقوال آخر وفي المغرب المشهور أنه آخر النهار. قوله:(تَظهرُونَ) أي تدخلون في الظهيرة. قوله:(يُخرِجُ الحي منَ الميتِ) بالتشديد والتخفيف أي الطائر من البيضة والحيوان من النطفة والنبات من الحبة والمؤمن من الكافر والذاكر من الغافل والعالم من الجاهل والصالح من الطالح روي أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى عكرمة بن أبي جهل فقرأ هذه الآية فهذا تفسير للنبي - صلى الله عليه وسلم - أن المراد من الحي المؤمن ومن الميت الكافر وفي معناه العالم والجاهل والصالح والطالح والذاكر والغافل وبعكسه قوله "ويخرج الميت من الحي". قوله:(ويُحيي الأرضَ بعدَ مَوتها) أي بإنبات
النبات بعد موتها أي يبسها أو أرض الروح بالإيمان والتوفيق بعد موتها أي فسادها