للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللَهُمَّ عافِني في بَصَرِي، اللهُم إني أعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ والفَقْرِ، اللهُم إني أعُوذُ بِكَ مِن عَذابِ القَبْرِ، لا إله إلّا أنتَ"، تعيدها حين تصبح ثلاثًا، وثلاثًا حين تمسي، فقال: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بهن، فأنا أحبُّ أن أستن بسنته.

وروينا في "سنن أبي داود" عن ابن عباس رضي الله عنهما

ــ

يجوز سماعه. قوله: (اللهم عافِني في بصَرِي) من العمى ومن عدم مشاهدة آياتك البينة الواضحة ومن النظر إلى محرم ويؤيد ذلك ما ورد اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي وبصري ومن شر مني وذكر السمع والبصر بعد البدن الشامل لهما لشرفهما فإن بالسمع يدرك آيات الله المنزلة على الرسل وبالعين تدرك آياته المنبثة في الآفاق فهما جامعان لدرك الآيات النقلية والعقلية وإليه نظر قوله - صلى الله عليه وسلم - اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقوتنا ما أحييتنا واجعلهما الوارث منا وفي تقديم السمع كما في سائر الآيات والأحاديث إيماء إلى أنه أفضل من البصر خلافًا لمن خالف وبيانه أن مع فقدان البصر يكون الشخص مؤمنًا عالمًا كاملًا بخلاف من فقد منه السمع فإنه لا يتصور منه شيء من ذلك كسبًا إلّا أن يعطي ذلك من عنده تعالى وهبًا مع أن فقد السمع الخلقي يستلزم فقد النطق اللساني أيضًا كما هو معلوم وفي قوله - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر وعمر مني بمنزلة السمع والبصر تصريح بما ذكرناه والله أعلم، وهذا لا ينافي تفضيل البصر من حيث

إن بعض مرئياته ذاته تعالى إذ قد يوجد في المفضول ما لا يوجد في الفاضل كقوله - صلى الله عليه وسلم - للصحابة أفرضكم زيد مع أن الصديق أفضلهم. قوله: (منْ الكُفْرِ والفَقرِ) أي فقر القلب ولذا قارنه بالكفر في قوله كاد الفقر أن يكون كفرًا أي حيث لا يرضى بالقضاء أو يعترض على رب السماء وهذا تعليم للأمة أو تخضعًا لما للربوبية من الحق والخدمة أو المراد بالكفر الكفران والفقر الاحتياج إلى الخلق على وجه الانكسار والمذلة وقلة المال مع عدم القناعة والصبر وكثرة الحرص وقد سبق في الأذكار قبل السلام في هذا الحديث زيادة كلام. قوله: (تُعيدُها) أي هذه الجمل أو هذه الدعوات والجملة بدل أو حال. قوله: (ثلاثَ مَرَّات) ظرف لقوله تعيدها وكذا حين في قوله. قوله: (حِينَ تُصبِح وحِينَ تمسي) قوله: (أَنْ أَستَنَّ) أي اقتدي.

قوله: (وَرَوَينْا في سنَنِ أَبِي دَاوُدَ) وكذا

<<  <  ج: ص:  >  >>