للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروينا في "سنن أبي داود" عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، أنه قال لأبيه: يا أبت إني أسمعك تدعو كل غداة: "اللهُم عافِني في بَدَني، اللهُم عافِني في سَمْعِي،

ــ

درء المفاسد مقدم على جلب المصالح. قوله: (وَرَوينا في سنَن أبِي دَاوُدَ) الأخصر وروينا فيهما وكذا رواه النسائي وابن السني وقال الحافظ بعد تخريجه حديث حسن أخرجه أبو داود والنسائي وأخرجه إسحاق في مسنده وابن حبان في صحيحه عن العقدي وأخرج الحافظ بسند رجاله موثقون إلَّا أن فيه انقطاعًا سمع أبو بكرة ابنًا له يدعو بدعوة فقال أي بني أنى لك هذه الدعوة قال سمعتك تدعو بها قال فادع بها فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو بها وإلَّا فصمتا سمعته يقول اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر وأعوذ بك من عذاب القبر فهو من الشواهد لحديث الباب المروي عن عبد الرحمن بن أبي بكرة عن أبيه. قوله: (عنْ عبد الرحمنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ) وهو البصري الثقفي وله بالبصرة سنة أربع عشرة حيث نزل بها المسلمون وهو أول مولود ولد بها للمسلمين تابعي كثير الحديث سمع أباه وعليًّا وعنه جماعة كذا في المرقاة ووقع في نسخة من الحصين عزو الحديث إلى عبد الرحمن بن أبي بكر والمعروف ما في الكتاب. قوله: (يا أَبتِ) أي بكسر التاء وفتحها وفي النهر قرئ يا أبت بفتح التاء وجمهور القراء على كسرها وهي عوض من ياء الإضافة فلا يجتمعان فلا يقال يا أبتي اهـ، ومراده بلا يجتمعان أي على وجه الحسن وإلَّا ففي القطر وغيره ويا أبت ويا أمت بفتح وكسر ولحاق الألف أو الياء قبيح قال في شرحه والثانية أقبح وينبغي أن لا تجوز إلَّا في ضرورة اهـ. قوله: (أَسْمعُكَ تقول) قال في المرقاة أي أسمع منك أو أسمع كلامك حال كونك تقول اهـ، وفي الأول ما لا يخفى لأن سمع يصل بنفسه إلى المفعول الأول من غير خلاف. قوله: (عافني في بدَني) أي أعطني العافية من الآفات المانعة من الكمالات لأقوى على الطاعة أو عافني في بدني أي سلمه بأن لا يقع من شيء منه معصية أو عافني أي أعف عني ما يقع من المخالفة مني في بدني. قوله: (اللهُم عافني في سمعي) أي من كل خلل حسي أو معنوي بأن لا يدرك الحق أو لا يقبله أو يسمع ما لا

<<  <  ج: ص:  >  >>