للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

داود" بإسناد لم يضعفه عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا أصْبَحَ أحَدُكم فَلْيَقُلْ: أصْبَحْنَا وأصْبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالمِينَ، اللهم إني أسألُكَ خَيرَ هذا اليَوْم فَتْحَه وَنصْرَهُ وَنُورَهُ وَبَرَكَتَهُ وَهُدَاهُ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما فِيهِ وشرِّ ما بَعدَهُ، ثُم إذا أمسَى فَلْيَقُلْ مِثَلَ ذلِكَ".

ــ

دَاوُدَ بإِسنَادٍ لَمْ يُضعفهُ الخ).

قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب أخرجه أبو داود عن محمد بن عوف عن محمد بن إسماعيل بن عياش وباقي سنده هو قوله حدثني أبي حدثني ضمضم بن زرعة عن شريح بن عبيد عن أبي مالك الأشعري قال الحافظ ومحمد بن إسماعيل ضعيف قال أبو حاتم الرازي لم يسمع من أبيه شيئًا وقول الشيخ إن أبا داود لم يضعفه كأنه أراد عقب تخريجه في السنن وإلَّا فقد ضعفه خارجها قال أبو داود الآجري في أسئلته لأبي داود سألته عنه فقال لم يكن بذاك قال الحافظ وكان أبا داود سكت عنه لأنه ذكر عن شيخه محمد بن عوف أنه رأى الحديث المذكور في كتاب إسماعيل بن عياش فكأنه تقوى عنده بهذه الوجادة وتقدم لهذا نظير بهذا الإسناد والله أعلم. قوله: (ربّ العالميِنَ) بالجر على البدلية ويجوز رفعه ونصبه كذا في الحرز ولا يتعين كونه بدلا بل يجوز كونه نعتًا نعم إن قدر أنه صفة مضافة لمعمولها تعين ما قاله أي مربي العالمين وخالقهم وسيدهم ومصلحهم وفيه تغليب ذوي العقول لشرفهم. قوله: (فَتحَهُ) أي الظفر على المقصود قال الطيبي قوله فتحه وما بعده بيان لقوله خير هذا اليوم، والفتح هو الظفر بالتسليط صلحًا أو قهرًا، والنصر الإعانة والإظهار على العدو وهذا أصل معناهما ويمكن التعميم فيهما فيفيد التأكيد اهـ. أي بأن يراد بالفتح ما فتح الله لعبده على وفق قصده والنصر الإعانة على العدو الظاهري والباطني، والنور التنبيه الإلهي للعبد حتى يبصر به طريق الحق فيعمل به، والبركة دوام الطاعة، والهدى الهداية إلى طريق الاستقامة على المداومة إلى حسن الخاتمة. قوله: (وأَعوذُ بكَ منْ شر ما فيهِ) أي اليوم (ومَا بعْدَهُ) أي من الأيام وهو حصول الأمر المضر في الدارين بحيث يشغل العبد عن خدمة مولاه ويبعده عن حضرته وكأنه وجه الاستعاذة من

شر ما بعد اليوم دون سؤال خيره أن الاعتناء بدفع المفاسد أهم منه بجلب المصالح ومن قواعدهم

<<  <  ج: ص:  >  >>