فيقول:"قولي حينَ تُصْبحِينَ: سُبْحانَ الله وَبِحَمْدِهِ، لا قوَّةَ إلَّا بالله، ما شَاءَ اللهُ كانَ، وما لَمْ يَشَأ لَمْ يَكُنْ، اعْلَمُ أنّ الله عَلى كل شيء قَدِير، وأنّ اللهَ قَدْ أحَاطَ بِكُل شَيءٍ عِلْمًا، فإنهُ مَنْ قَالهُن حِينَ يُصْبِحُ حُفِظَ حَتَّى يُمْسِي ومن قالهُن حِينَ يُمْسِي حُفِظَ حَتَّى يُصْبِحَ".
وروينا في سنن أبي داود، عن أبي سعيد الخدري رضي
ــ
في اليوم والليلة وتكلم في رجال السند إلى أن قال وعبد الحميد وسالم يعني الراوي للحديث عن عبد الحميد ذكرهما ابن حبان في الثقات لكن قال أبو حاتم الرازي عبد الحميد مجهول اهـ. قال الحافظ المنذري أم عبد الحميد لا أعرفها وقال الحافظ ابن حجر لم أقف على اسمها وكأنها صحابية وفي التخريج له أم عبد الحميد لم أعرف اسمها ولا حالها لكن يغلب على الظن أنها صحابية فإن بنات النبي - صلى الله عليه وسلم - متن في حياته إلّا فاطمة فعاشت بعده ستة أشهر أو أقل وقد وصفت بأنها كانت تخدم التي روت عنها لكنها لم تسمها فإن كانت غير فاطمة قوي الاحتمال وإلَّا احتمل أنها جاءت بعد موت النبي - صلى الله عليه وسلم - والعلم عند الله اهـ. قوله:(فيقولُ) هو بيان للتعليم وفي المرقاة يحتمل أن تكون الفاء تفسيرية اهـ. قوله:(سبحانَ الله وبحمدهِ) أي أنزهه عن كل سوء وابتدئ بحمده وفي المغرب سبحتك بجميع آلائك وبحمدك سبحتك وفي الحرز الأظهر في المعنى أن يقال أسبحه وأنزهه عما لا يليق به من الصفات السلبية وأقوم بحمده وثنائه الجميل من النعوت الثبوتية فالواو عاطفة للجملة على ما قبلها ويجوز أن تكون زائدة وتقدم بسط ذلك في باب فضل الذكر. قوله:(لَا قوةَ إِلَّا بالله) أي لا قدرة للعبد على حركة أو سكون إلَّا باقدار الله أي وقيل لا قوة أي لا قدرة على التسبيح والتحميد وغيرهما. قوله:(مَا شاءَ الله كانَ الخ) سواء شاء العبد أو لا وعلى هذا اتفق السلف ولا عبرة بخلف بعض الخلف وهذا معنى قوله تعالى: {وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}[التكوير: ٢٩] وفي الحديث القدسي تريد وأريد ولا يكون إلَّا ما أريد فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط ويفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد وقد عقد الشافعي معنى هذه الجملة في قوله:
ما شئت كان وإن لم أشأ ... وما لم تشأ إن أشأ لم يكن
قوله:(وَرَوَينَا في سُنَنِ أَبِي دَاوُدَ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب