اختلف العلماء في معنى كفتاه فقيل: من الآفات في ليلته: وقيل: كفتاه من قيام ليلته.
قلت: ويجوز أن يراد الأمران.
ــ
والصحيح الأول شهد أحدًا وما بعدها من المشاهد وقال ابن إسحاق كان أبو مسعود أحدث من شهد العقبة سنًّا وسكن الكوفة وكان من أصحاب علي واستخلفه على الكوفة لما سار إلى صفين روي له عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما قيل مائة حديث وحديثان اتفقا منها على أحد عشر حديثًا وانفرد البخاري بحديث واحد ومسلم بسبعة أحاديث ومات سنة إحدى أو اثنتين وأربعين وقيل سنة إحدى وثلاثين وقيل سنة أربعين وقيل بعد الستين وقيل في خلافة معاوية رضي الله عنه. قوله:(الآيتَانِ منْ آخر سُورَةِ البقَرةِ) أي الكائنتان من آخرها وهما من آمن الرسول إلى آخرها وقد ورد الننصيص على هذا الابتداء من وجه آخر عن أبي مسعود أخرجه العسكري في كتاب ثواب القراءة عن أبي عبيد ومن وجه آخر عن جبير بن نفير نحوه مرسلًا وزاد في آخره وصلاة ودعاء ذكره الحافظ. قوله:(منْ قَرأَ بِهمَا) الباء زائدة للتأكيد أو الاستعانة وتجويز كونها للآلة بعيد إذ قراءة الحرف التلفظ به. قوله:(فقِيلَ كفتاه من الآفاتِ الخ) في شرح المشكاة وقيل يدفع عنه الإنس والجن ويشهد له حديث الحاكم أن الله كتب كتابًا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام وأنزل منه آيتين ختم بهما سورة ولا يقرءان في دار فيقربها شيطان ثلاث ليالٍ. قوله:(وقِيلَ كفتَاهُ منْ قيَام لَيلَتهِ) أي حتى لا يبول الشيطان في أذنه ولا يعقد على ناصيته كما علم من الأحاديث الواردة في فضل قيام الليل وأنه متكفل بمنع هذين فكذا هاتان الآيتان متكفلتان بذلك على هذا الاحتمال الذي قد يخدش فيه إذ مثل هذا بخصوصه لا يثبت بالاحتمال. قوله:(ويَجُوزُ الأَمرَانِ) أي لأن اللفظ صالح بذلك وكذا يجوز أن يعم ما قيل أن المراد به حسبه بهما فضلًا وأجرًا وفي شرح مسلم ويجوز أن تغنياه عن قيام الليل وحزب التهجد إذا قرأهما في
الصلاة اهـ، وقيل معناه اجزأتاه عن فوائد قراءة سورة الكهف المشتملة على الآيات العشر آخرها التي من قرأها أمن من الدجال وعن قراءة آية الكرسي المتضمنة لقارئها عند النوم الأمن على داره قال ابن حجر في شرح المشكاة ويحتمل