وروينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقرأ سورة الحشر وقال: "إنْ مِتَّ مِتَّ شَهِيدًا، أو قال: مِن أهْلِ الجَنَّةِ".
وروينا في "صحيح مسلم" عن ابن عمر رضي الله عنهما، "أنه أمر رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهُم أنْتَ خَلَقْتَ نَفْسِي وأنْتَ تَتوَفَّاها،
ــ
ويؤخذ من ذكر المصنف هذا الخبر وبعض ما تقدم من أدعية المساء في هذا الباب أن بعض أدعية المساء يطلب عند النوم أيضًا والله أعلم.
قوله:(وَرَوَينْا في كِتَابِ ابْنِ السُّني عَنْ أَنس الخ) قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب وسنده ضعيف جدًّا من أجل يزيد أي ابن أبان الراوي للحديث عن أنس اهـ. قوله:(أَوصى رَجْالًا أَنْ يَقْرَأَ سُورةَ الحَشْرِ الخ) سبق في أذكار المساء والصباح حديث الترمذي عن معقل بن يسار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قال حين يصبح ثلاث مرات أعوذ بالله السميع العليم فقرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر وكل الله به سبعين ألف ملك يصلون عليه وإن مات ذلك اليوم مات شهيدًا ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة وهو شاهد لحديث الباب بل حديث الباب أولى لأنه إذا حصل الفضل العظيم بقراءة أواخرها فقراءة جملتها أجدر وأحق. قوله:(مَاتَ شَهيدًا) أي مماثلًا للشهيد في نوع من أنواع ثوابه المختصة به لا في جميعها. قوله:(أَوْ منْ أَهلِ الجَنةِ) شك من الراوي ويصح أن يكون للتنويع فمنهم من يكون سببًا لدخوله الجنة أي مع الناجين ومنهم من يكون سببًا لزيادة تقريبه وإيصاله إلى منازل الشهداء و { ... الْفَضْلَ بِيَدِ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ}[آل عمران: ٧٣]. قوله:(وَرَوَينْا في صَحِيح مُسلمٍ) وكذا رواه النسائي كما في السلاح وأخرجه أبو يعلى كما أشار إليه الحافظ قال وليس لعبد بن حارث وهو أبو الوليد البصري نسيب ابن سيرين عن ابن عمر في الصحيح إلَّا هذا الحديث الواحد وله شاهد في بعضه عن أبي هريرة وقد ذكره الحافظ في تخريج حديث ابن عمر السابق أوائل الباب. قوله:(خَلَقْتَ نَفْسي) أي أوجدتها من العدم وأبدعتها على غير مثال سبق. ووقع في الحصين توفاها بحذف إحدى التاءين قال ابن الجزري في مفتاح الحصين وحسن الحذف ها هنا لئلا يجتمع ثلاث تاءات اهـ. أي أن حسن الحذف هنا لما ذكر وإلا فحذف إحدى التاءين مستحسن كثير وقوعه في فصيح الكلام. قوله:(وأَنتَ تَتوفَّاها) قال