وروينا في كتاب الترمذي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"مَنْ قال حِينَ يأوي إلى فِراشِهِ: أستَغْفِر الله الذي لَا إلهَ إلَّا هُوَ الحَي القَيُّومُ وَأتُوبُ إلَيهِ ثَلاثَ مراتٍ غَفَرَ اللهُ تعالى لهُ ذُنُوبَهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبدِ البَحْرِ، وإنْ كانت عَدَدَ النجومِ، وإنْ كانتْ عَددَ رمْلِ عالِجٍ، وإنْ كانتْ عَدَد أيّام الدنْيا".
وروينا في سنن أبي داود وغيره بإسناد صحيح، عن رجل من أسلم من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"كنت جالسًا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء رجل من أصحابه" فقال: يا رسول الله لدغتُ الليلةَ فلم أنم حتى أصبحت، قال:"ماذا؟ " قال: عقرب، قال:"أما إنَّكَ لَوْ قُلْتَ حِينَ أمْسَيتَ: أعُوذُ بِكلماتِ الله التاماتِ مِنْ شَر ما خَلَقَ لَمْ يضُرَّك شيء إن شاءَ اللهُ تعالى".
وروينا أيضًا في سنن أبي داود وغيره، من رواية أبي هريرة، وقد تقدم روايتنا له عن "صحيح مسلم" في باب: ما يقال عند الصباح والمساء.
ــ
عمل أو حال يوجب العذاب ويقتضي الحجاب.
قوله:(وَرَوَينْا في كِتَاب التِّرمذِي الخ) وقال الترمذي حسن غريب لا نعرفه إلَّا من هذا الوجه من حديث عبيد الله بن الوليد الوصافي عن عطية عن أبي سعيد وقال الحافظ حديث غريب والوصافي بفتح الواو وتشديد المهملة وبعد الألف فاء وشيخه ضعيفان لكن رواه غيره عن عطية أي الراوي عن أبي سعيد بنحوه. قوله:(الحَيَّ القيومَ) بنصبهما على المدح أو على أنهما صفتان لله بعد صفة أو بدل من الموصول وفي نسخة برفعهما على البدل من هو أو على المدح أو على أنهما خبر مبتدأ محذوف. قوله:(غَفرَ الله لَهُ ذُنُوبَهُ) المكفرة بصالح العمل ومنه الأذكار صغائر الذنوب المتعلقة بحق الله تعالى كما سبق مرارًا. قوله:(عَدَدَ رَمْلِ عَالِجٍ) في مرآة الزمان عالج موضع بالشام رمله كثير وقيل بين الشحر وحضرموت اهـ، وفي القرى للطبري عالج موضع بالبادية كثير الرمل قاله الجوهري وقال غيره عالج ما تراكم من الرمل ودخل بعضه على بعض وجمعه عوالج اهـ. قوله:(وَرَوَينْا في سُننِ أَبِي
دَاوُدَ) وتقدم الكلام على هذا الحديث في باب أذكار المساء والصباح