للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

روينا في "صحيح البخاري" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا رأى أحَدُكُمْ رُؤْيا يُحِبُّها، فإنَّمَا هيَ مِنَ اللهِ تعالى، فَلْيَحْمَدِ اللهَ تعالى عَلَيها ولْيُحَدِّثْ بها". وفي رواية: -فلا يُحَدِّثْ بها

ــ

وخصت به اليسار لأنها محل الأقذار ونحوها والتثليث للتأكيد اهـ. كلام الشيخ ابن حجر الهيتمي قال بعضهم التفل مع التعوذ يرد ما جاء به الشيطان كالنار إلى وجهه فيحترق ويصير رمادًا قال العلقمي في شرح الجامع الصغير وحكمة التحول التفاؤل بتحول الحال قال شيخنا يعني السيوطي ولمجانبة محل الشبطان ولهذا أمر الناعس يوم الجمعة بالتحول عن مكانه اهـ.

قوله: (رَوَينَا في صحيح البُخارِي) وكذا رواه مسلم والنسائي كلهم عن أبي سعيد كما في السلاح والحصن وأخرجه الحاكم عن المحبوبي عن الترمذي قال الحافظ ووهم في استدراكه. قوله: (رُؤْيا) قال المصنف في شرح مسلم الرؤيا مقصورة مهموزة ويجوز ترك همزتها كنظائرها قال الإمام المارزي مذهب أهل السنة حقيقة الرؤيا أن الله تعالى يخلق في قلب النائم اعتقادات كما يخلقها في قلب اليقظان وهو سبحانه وتعالى يفعل ما يشاء لا يمنعه نوم ولا يقظة فإذا خلق هذه الاعتقادات فكأنه جعلها علامات على أمور أخر تلحقها في ثاني الحال أو كأنه قد خلقها فإذا خلق في قلب النائم الطيران وليس بطائر فأكثر ما فيه أنه اعتقد أمرًا على خلاف ما هو فيكون ذلك الاعتقاد علمًا على غيره كما يكون خلق الله سبحانه وتعالى الغيم علمًا على المطر والجميع خلق الله تعالى ولكن يخلق الرؤيا والاعتقادات التي جعلها علمًا على ما يسر بغير حضرة الشيطان ويخلق ما هو علم على ما يضر بحضرة الشيطان فتنسب إلى الشيطان مجازًا لحضوره عندها وإن كان لا فعل له حقيقة وهذا معنى حديث الرؤيا من الله والحلم من الشيطان لا على أن الشيطان يفعل شيئًا فالرؤيا اسم للمحبوب والحلم اسم للمكروه وإن كانتا جميعًا من خلق الله تعالى وتدبيره وبإرادته ولا فعل للشيطان فيهما لكنه يحضر المكروهة ويرتضيها ويسر بها اهـ. قوله: (وفي رِوَايَةٍ) أي للصحيحين لكن عن أبي قتادة والحاصل أن للشيخين روايتين في هذا الحديث الأولى عن أبي سعيد والثانية عن أبي قتادة وهما سواء إلَّا أن في رواية أبي قتادة إلَّا من يحب وفي رواية أبي سعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>