للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلّا مَنْ يُحِبُّ- وإذا رأى غيرَ ذلكَ مِمَا يَكْرَهُ

فَإنما هيَ مِنَ الشَّيطانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّها ولا يَذْكُرْها لأحَد فإنَّها لا تَضُرُّهُ".

ــ

وليحدث بها وباقي الروايتين سواء في الحديث خلافًا لما يوهمه كلام المصنف من أن هذا الحديث بجملته مزيد على حديث أبي سعيد وقد

وافق الشيخين النسائي في حديث أبي سعيد في إسقاط قوله إلّا من يحب والباقي سواء. قوله: (إلَّا منْ يُحِبُّ) أي يحبه النائم قال المصنف في شرح مسلم سببه أنه إذا أخبر بها من لا يحب ربما حمله البغض والحسد على تفسيرها بمكروه فقد تقع على تلك الصفة وإلَّا فيحصل له في الحال حزن ونكد من سوء تفسيرها اهـ، وفي حديث لأول عابر وهو وإن كان ضعيفًا لكن له شاهد صحيح هو الخبر الصحيح الرؤيا على رجل طائر ما لم تعبر فإذا عبرت وقعت قال أبو عبيد وتقع الرؤيا بقول أول عابر إذا كان خبيرًا بالرؤيا وربما احتملت الرؤيا تأويلين أو أكثر فيعبر بها من يعرف عبارتها أي تعبيرها على وجه يحتملها فيقع ما أنزلها أي كما ورد أن امرأة أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالت يا رسول الله رأيت جائزة بيتي أي عتبته قد انكسر فقال يرد الله غائبك فرجع زوجها ثم غاب فرأت مثل ذلك فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجده ووجدت أبا بكر فأخبرته فقال يموت زوجك فذكرت ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال هل قصصتها على أحد قالت نعم قال هو كما قال أما إذا كان أول عابر غير عالم بالرؤيا فهي لمن أصاب بعده إذ ليس المدار إلّا على إصابة الصواب في تعبير المنام ليتوصل به إلى مراد الله تعالى فيما ضربه من المثل فإن أصاب فلا ينبغي أن يسأل غيره وإن لم يصب فليسأل الثاني وعليه أن يخبر بما عنده ويبين ما جهل الأول ونوزع أبو عبيد فيما ذكره بأن ما اشترطه خلاف ظاهر الحديث ولا بدع أن يجعل الله تعالى أول تعبير هو المطابق لما ضربه من المثل بتلك الرؤيا وبالجملة فينبغي لمن رأى شيئًا ان لا يسأل إلّا عالما بالتعبير خاليًا من حسد الراءي وبغضه. قوله: (من شَرِّهَا) أي شر الرؤيا التي يكرهها. قوله: (ولا يذكُرْهَا لأَحدٍ) يحتمل أن يكون بصيغة النهي ويقربه تناسب المتعاطفين ويحتمل أن يكون بصيغة الخبر لفظًا المراد به الطلب ويرجحه أنه أبلغ والمراد لا يذكر الراءي الرؤيا السوء لأحد قال المصنف في شرح مسلم وسببه

<<  <  ج: ص:  >  >>