وروينا في "صحيح مسلم" عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:"إذا رَأى أحَدُكُمُ الرُّؤيا يَكْرَهُها فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلاثًا وَلْيَسْتَعِذْ باللهِ مِن الشَّيطانِ ثلالًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الذي كانَ عَلَيهِ".
وروى الترمذي من رواية أبي هريرة مرفوعًا:"إذا رأى أحَدُكُمْ رُؤْيا يَكْرَهُها فلا يُحَدثْ بها أحدًا وَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ".
ورويناه في كتاب ابن السني، وقال فيه: "إذا رأى أحَدُكُمْ رُؤْيا يَكْرَهُها
ــ
والنفث المباشر للرقية المقارن للذكر الحسن كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء اهـ، وقال المصنف في باب الرؤيا أكثر الروايات في الرؤيا فلينفث وهو النفخ اللطيف بلا ريق ليكون والبصاق محمولين عليه مجازًا اهـ. وتعقبه الحافظ ابن حجر بأن المطلوب في الموضعين مختلف إذ المطلوب في الرقية التبرك برطوبة الذكر والمطلوب هنا طرد الشيطان وإظهار احتقاره كما نقله هو عن القاضي عياض فالذي يجمع
الثلاثة الحمل على التفل فإنه نفخ معه ريق لطيف فبالنظر إلى النفخ قيل له نفث وبالنظر إلى الريق قيل له بصق اهـ.
قوله:(وَرَوَينَا في صحيحِ مُسلم) ورواه داود والنسائي وابن ماجه أيضًا من حديث جابر كما في السلاح زاد الحافظ وأخرجه أبو أحمد. قوله:(رَوى الترمذي الخ) وكذا روى البخاري الأمر بالصلاة عن أبي هريرة كما عزاه إليه في الحصين لكن قال شارحه إن الأمر بها في البخاري ليس بمرفوع بل موقوف على محمد بن سيرين اهـ، وليس كما قال فقد قال الحافظ الحديث باللفظ المذكور في الصحيحين عن أبي هريرة فيتعجب من اقتصاره على الترمذي ثم أخرجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال - صلى الله عليه وسلم - إذا تقارب الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثًا والرؤيا ثلاث بشرى من الله والرؤيا تحدث بها الراءي نفسه والرؤيا تحدث من الشيطان فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يحدث بها أحدًا وليقم فليصل هذا حديث صحيح أخرجه البخاري وأخرجه مسلم من طرق وهو عند الإمام أحمد أيضًا.
قوله:(وَرَوَينَا في كِتَابِ ابن السني الخ) كذا في النسخة المقروءة على العلامة ابن العماد بإسقاط هاء الضمير وفي نسخة