إنَّهُ وتْرٌ يُحِب الوتْرَ هُوَ اللهُ الذي لا إلهَ إلَّا هُوَ،
ــ
كالخالق والرازق وتسمى صفات الأفعال، قال القرطبي في المفهم وهذه الأقسام الأربعة لازمة منحصرة دائرة بين النفي والإثبات واختبرها تجدها كذلك اهـ. قوله:(إِنهُ وَتَرٌ يُحب الوتَرَ) بفتح الواو وكسرها الفرد ومعناه الذي لا شريك له ولا نظير وفي معنى يحب الوتر تفضيل الوتر في الأعمال وكثير من الطاعات جعل الصلاة خمسًا والطهارات ثلاثًا ثلاثًا وغير ذلك وجعل كثير عظيم مخلوقاته وترًا منها السموات والأرض والبحار وأيام الأسبوع وغير ذلك وقيل معناه منصرف إلى من يعبد الله بالوحدانية والتفرد مخلصًا له كذا في شرح مسلم للمصنف مع يسير اختصار وقال القرطبي الظاهر أن الوتر للجنس إذ لا معهود جرى ذكره يحمل عليه فيكون معناه أنه يحب كل وتر شرعه وأمر به كالمغرب والصلوات الخمس ومعنى محبته لهذا النوع أنه أمر به ونبه عليه. قوله:(هُوَ الله الذِي لَا إِله إِلا هوَ) قال الطيبي هو مبتدأ الله خبره لا إله إلَّا هو صفته والرحمن الخ. خبر بعد خبر والجملة مستأنفة إما لبيان كمية تلك الأعداد وانها ما هي في قوله إن لله تسعة وتسعين اسمًا وذكره نظرًا إلى الخبر.
قلت أو بالنظر إلى العدد أي العدد الذي ذكرته هو الله الخ. نظير ما قيل في قوله تعالى هو الله أحد أي الذي سألتموني وصفه هو الله أحد أو لبيان كيفية الإحصاء في قوله من أحصاها دخل الجنة وأنه كيف يحصى فالضمير راجع إلى المسمى الدال عليه الله كأنه لما قيل أن لله تسعة وتسعين اسما قيل وما تلك الأسماء فأجيب هو الله فعلى هذا فالضمير للشأن والله مبتدأ والذي لا إله إلّا هو خبر والجملة خبر الأول ويجوز أن يكون الرحمن خبره والموصول مع الصلة صفة لله واختار ابن حجر في شرح المشكاة الوجه الأول وقال جملة هو الله الخ، مستأنفة لبيان تفصيل تلك الأسماء المذكورة أو لما هو المقرر أن الإجمال ثم التفصيل أوقع في النفس لشدة تلفتها إليه عند إجماله ثم زيادة تمكنه فيها لتفصيله وقول الشرح يعني الطيبي أنها مستأنفة إما لذلك أو لبيان الإحصاء في قوله من أحصاها دخل الجنة فيه نظر لأن الإحصاء مختلف في المراد به على خمسة أقوال ولم يبين أنه على أي قول منها وفي صحة تخريج جميع ما ذكره على قول منها على الضبط المشير كلامه إليه بعد وتكلف على أن الضبط إنما هو بعض قوله أي لأنه على ذلك القول انضبط وانعقد